للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحكامهم مسائل متنوعة، وتكون الأحكام الصادرة عنهم مرتكزة على آراء الفقهاء والمشاورين الذين تتم استشارتهم في تلك القضايا، من ذلك "قضية وارث غائب في المشرق وله شرك في دار وطلب الورثة قسمة الدار، وأفتى الفقهاء ببيع الدار، وحفظ حق الوريث الغائب في قيمة ميراثه، وذلك لأن الدار لا تحتمل القسمة (١) ".

وعندما تقدمت جارية مملوكة للقاضي وادعت أن سيدها غاب عنها ولم يترك لها نفقة، أمر القاضي ببيعها، وحفظ الثمن عند أحد الثقات إلى أن يرجع سيد الجارية فيسلم له (٢).

وقاضي الجماعة يركب لحيازة أرض محبسة (٣)، أو للوقوف على أطوال أرض معينة، مثل ركوب قاضي الجماعة أحمد بن بقي (٤) بن مخلد


(١) - تاريخ القضاء في الأندلس، ص ٢٠٤.
(٢) - معين الحكام، ص ٢/ ٦٢٠.
(٣) - مطمح الأنفس، ص ٢٥٥.
(٤) - أبو عبد الله أحمد بن بقي بن مخلد بن يزيد، ولد في شهر ذي الحجة سنة ٢٦٠ هـ، فتربى ونشأ في حجر أبيه، وطلب العلم عليه، نبغ مبكراً، وارتفعت منزلته حتى أن الأمير عبد الله بن محمد شاوره وهو لم يتجاوز الخامسة والعشرين من عمره، رزق هيبة عظيمة، وقد بلغ من عظم مكانته عند الناس، أن الحاجب موسى بن محمد بن حدير قال عنه: عافانا الله من أحمد بن بقي أنه مال إلى الآخرة وطريقها ولو مال إلى الدنيا لشغلنا بأنفسنا، وقد كان رحمه الله زاهداً، فاضلاً، حليماً، عاقلاً، حصيفاً، أديباً، بليغاً، أنيس المجلس، صادق اللهجة، متواضعاً، رقيق القلب، من رآه أحبه، شديد الحفظ للقرآن، كثير التلاوة له، عالم بتفسيره ومعانيه واختلاف العلماء فيه، تولى قضاء الجماعة مقروناً مع الصلاة والخطبة سنة ٣١٤ هـ. فحمدت سيرته، وظل في منصبه حتى وافته المنية ليلة الاثنين الأول من جمادى الأولى سنة ٣٦٤ هـ. انظر: قضاة قرطبة، ص ١١١ - ١١٧. ابن الفرضي، ترجمة رقم ١٠٣. ترتيب المدارك ٥/ ٢٠٠ - ٢٠٩. سير أعلام النبلاء ١٥/ ٨٣ - ٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>