للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعندما نستعرض تراجم قضاة الجماعة نجد أن معظمهم قد تولى بالإضافة إلى القضاء مهام الصلاة والخطبة (١).

ويحدث في بعض الأحيان أن تسند مهمة القيام بشئون الصلاة والخطبة لأحد الفقهاء، دون أن يكون للقاضي علاقة بالأمر، فقد كان أحمد بن بقي بن مخلد يتولى الصلاة، ثم ولاه الأمير عبد الرحمن بن محمد قضاء الجماعة سنة (٣١٤) هـ (٩٢٦) (٢) وفي الوقت الذي كان فيه محمد بن عبد الله بن أبي عيسى يتولى قضاء الجماعة سنة (٣٢٦) هـ (٩٣٨) كان الفقيه محمد بن أيمن هو صاحب الصلاة، فلما ضعف ابن أيمن استعفى، فأعفاه الخليفة عبد الرحمن الناصر وأسند الخطبة والصلاة لابن أبي عيسى (٣).

ورسوم الدولة الأموية في الأندلس، كانت تقتضي ألا يقدم للإمامة في الصلاة إلا العرب (٤) ونظراً لتأصل العصبية في المجتمع الأندلسي، فقد كان السبب في اندلاع الفتنة بين المولدين والعرب في استجه زمن الأمير عبد الرحمن الأوسط يعود إلى رفض المولدين الصلاة خلف إمام عربي،


(١) - النباهي، ص ٥٤، ٦٠، ٦٤، ٨٦، ٨٧، ٨٨.
(٢) - قضاة قرطبة، ص ١١١ - ١١٦. النباهي، ص ٦٤.
(٣) - قضاة قرطبة، ص ١١٨ - ١٢٠. النباهي، ص ٦٠.
(٤) - أبو بكر محمد بن الحسن الزبيدي، طبقات النحويين واللغويين، (تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة، دار المعارف المصرية، ط الثانية ١٩٨٤ م) ص ٢٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>