للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اختباره بواسطة مجالس مذاكرة متعددة تعقد لذلك (١)، وعلى هذا فلابد أن يكون المتقدم لهذا المنصب صاحب ثقافة دينية قوية، تمكنه من اجتياز تلك المجالس، والحد الأدنى من هذه المعرفة الفقهية هي أن يكون قد نظر في المدونة والموطأ والمختصر، أو بقول لابن القاسم أو لأحد من نظرائه أو لسحنون أو لابن المواز أو لأصبغ أو لابن عبد وس أو أمثالهم (٢).

وإلى جانب هذه الكتب والأقوال؛ هناك مصادر أخرى على من أراد أن يكون راسخ القدم في الإفتاء إتقان تلك المصادر، من ذلك ما ذكره ابن بشكوال عند ترجمته لأبي القاسم خلف مولى يوسف بن بهلول الشهير بالبربلي، المتوفى سنة (٤٤٣) هـ (١٠٥١ م) أن أبا الوليد هشام بن أحمد كان يقول: "من أراد أن يكون فقيهاً من ليلته فعليه بكتاب البربلي (٣) ". ومن أضاف كتاب الأحكام الكبرى للقاضي ابن سهل ومنتخب ابن أبي زمنين وغيرهما من كتب الأحكام إلى الكتب التي سبق ذكرها بالإضافة إلى المداومة على دراسة الأصول، فإنه على حد قول ابن سهل، يحرز علم الأحكام على وجهه، ويدرك معرفة الأقضية على حقائقها، ويتعرف على المسلك الذي سار عليه شيوخ الفتيا في هذا المجال (٤).


(١) - نفح الطيب، ٣/ ٢١٤.
(٢) - تبصرة الحكام، ١/ ٧٥.
(٣) - الصلة، ترجمة رقم ٣٨٣.
(٤) - تاريخ القضاء في الأندلس، ص ٢٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>