الخلافة، فقد أصبح الحاجب العامري بحق رئيساً للوزراء، فبيده عزلهم وتعيينهم، ولذا فقد تحول منصب الحاجب في تلك الفترة إلى وير تفويض.
المنصور بن أبي عامر أخل بتركيبة الجيش الأموي، الذي كان يتميز بالقبائل والعشائر والبطون والأفخاذ، فقدم المنصور القواد على الأجناد، وفي هذه الحالة أصبح في جند القائد فرق من قبائل شتى، وبذلك قضى على الروح القبلية التي كانت كل قبيلة تحرص على حفظ كرامتها من خلال سمعتها في المعارك، كل هذا فعله المنصور ليتحكم في الجيش ويجعله أداة قمع بيده ضد الرعية.
جميع الرسوم التي درجت عليها الدولة الأموية اختفت في الفتنة التي تركت آثارها السلبية على كافة مجالات الحياة.
الصقالبة كان لهم دورهم القوي في الدولة الأموية، فقد بلغوا مكانة أصبحوا معها يمثلون طبقة متميزة في المجتمع، وبلغوا أوج عظمتهم في عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله، حتى أن أمر دولته كان بيد جعفر الصقلبي، ورغم ضجر الرعية منهم ومن تصرافتهم، إلا أن الخليفة كان لا يوقفهم عند حدهم، بل كان يطالب الرعية باحتمالهم وغض الطرف عنهم، الأمر الذي دفع الناس إلى محاربتهم بمجرد وفاة الخليفة، مما مكن ابن أبي عامر من بلوغ مرامه والانفراد بالسلطة.