إلى تقديم ولده الصبي هشام لولاية العهد من بعده، دون أن يدرك أنه في تصرفه هذا قد مهد الطريق بقوة لسقوط الدولة.
المنصور بن أبي عامر لم يعمل قط إلا لمصلحة نفسه، ورفعة شأنه، ولأجل هذا فقد وجه سهامه ضد الخلافة الأموية، ناسياً أنها الرمز القوي لوحدة البلاد.
الأمويون عند معالجتهم للأحداث الطارئة، ساروا على منهج يقوم على نبذ العجلة وعدم التسرع، فكل خبر يرفع إليهم، يعملون على كشفه والتأكد من، فإذا ثبتت صحته، عالجوا ما يمكن معالجته، بالصفح والمصالحة أو التأديب الذي لا يتلف الروح، هذه السياسة غيرها المنصور بن أبي عامر، فقد جعل مكان اللين غلظة، والسكون حركة، واستخدم البطش بدلا الأناة، وجعل المحاربة مكان السلم والموادعة.
المنصور بن أبي عامر كان حريصاً على نيل الخلافة، ولكن خشيته من قيام الرعية ضده، حال بينه وبين ما يشتهي، وهذا ما غفل عنه ابنه شنجول عندما تسمى بولاية العهد، مما تسبب في هيجان شعبي أودى به.
منصب الحاجب منذ بداية الدولة الأموية وحتى نهاية عهد الخليفة الحكم المستنصر بالله، لم يختلف عن منصب الوزارة بشيء، إذا استثنيا بعض الرسوم، فهو أشبه ما يكون بوزير تنفيذ، ولكن هذا المنصب بلغ أوج عظمته عندما تسلط العامريون على