للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

عليه، فأبى أبو جعفر، فلم يره حتى فارق الدنيا. قال: ثم دعاني أبو جعفر من بينهم، فأدخلت عليه وعنده عيسى بن علي فلمّا رآني عيسى قال: نعم، هو هو يا أمير المؤمنين، وإن أنت شددّت عليه أخبرك بمكانهم فدنوت فسلمت فقال أبو جعفر: لا سلام الله عليك. أين الفاسقان ابنا الفاسق الكاذبان ابنا الكاذب؟ قلت يا أمير المؤمنين: هل ينفعني الصّدق عندك؟ قال: وما ذاك قال قلت: امرأته طالق، وعليّ وعليّ، إن كنت أعرف مكانهما. قال: فلم يقبل ذلك منيّ، وقال السيّاط فأتي بالسيّاط، وأقمت بين العُقَابينْ (١) فضربني أربع مائة سوط فيما عقلت بها حتى رفع عنيّ، ثم رُددت إلى أصحابي على تلك الحال. ثم بعث إلى الدّبياج محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان (٢) وكانت ابنته (٣) تحت إبراهيم بن عبد الله بن الحسن (٤)، فلمّا أُدخل عليه قال: أخبرني عن الكذّابين ما فعلا؟ وأين هما؟ قال: والله يا أمير المؤمنين ما لي بهما علم. قال لتخبرنيّ. قال لقد قلت لك، وبالله إني لصادق ولقد كنت أعلم علمهما قبل اليوم فأما اليوم فوالله ما لي بهما علم. قال: جرّدوه فجُرّد فضربه مائة سوط وعليه جامعة (٥) حديد في عنقه فلما فُرغ من ضربه أُخرج فألبس قميصاً له قوهياً (٦) على الضرب، فأُتي به إلينا فوالله


(١) العقابان: خشبتان يُشد الرجل بينهما أثناء ضربه.
(انظر: لسان العرب ٢/ ١١٢).
(٢) ستأتي ترجمته رقم ١٤١.
(٣) رقيّة الصغرى بنت محمد الدبياج وقتل إبراهيم قبل أن يدخل بها.
(انظر: نسب قريش ١١٧).
(٤) ستأتي ترجمة إبراهيم رقم ٢٩٩.
(٥) جامعة عبارة عن طوق من حديد يجمع اليدين إلى العنق.
(انظر: المعجم الوسيط ١/ ١٣٥. مادة: جَمَعَ).
(٦) قوهياً: نسبة إلى قوهستان -كلمة فارسية معربة، معناها موضع الجبال تقع بين نيسابور وهراة- وهي ثياب بيض تنسج هناك.
(انظر: معجم البلدان ٤/ ٤١٦. وتاج العروس ٩/ ٤٠٧. مادة: قَوَهَ).

<<  <   >  >>