للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال: وأخبرنا محمد بن عمر، قال حدثنا عبد الله بن أبي عُبيدة بن محمد بن عَمَّار بن ياسر (١)، قال: "جاء كتاب هشام بن عبد الملك إلى إبراهيم بن هشام المخزومي (٢) وهو عامله على المدينة، أن تَحُطَّ فرض آل صُهَيْب بن سنان (٣) إلى فرض الموالي. ففزعوا إلى إبراهيم بن محمد بن طلحة، وهو عريف بني تَيْم ورأسها، فقال: سأجهد في ذلك ولا أترك. فتشكروا له، وجزوه خيرًا. قال وكان إبراهيم بن هشام يركب كل سبت إلى قباء (٤). قال: فجلس إبراهيم ابن محمد بن طلحة على باب دار طلحة بن عبد الله بن عوف (٥) بالبَلاط (٦) وأقبل إبراهيم بن هشام، فنهض إليه إبراهيم بن محمد، فأخذ بمعرَفَة (٧) دابته، فقال: أصلح الله الأمير، حلفاء ولد


(١) ستأتي ترجمته رقم ٣٤٨.
(٢) قتله الوليد بن يزيد سن خمس وعشرين ومائة. (انظر: تاريخ خليفة ٣٦٢، وجمهرة أنساب العرب ١٤٨).
(٣) هو الصحابي الجليل صهيب الرومي من السابقين الأولين توفي سنة ثمان وثلاثين. (انظر: المعارف لابن قتيبة ٢٦٤، والاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر ٢/ ٧٢٦، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر ٢/ ١٩٥).
(٤) وفعله هذا سنَّة إذ كان صلى الله عليه وسلم يأتي مسجد قباء كل سبت ماشياً وراكباً.
هذا حديث متفق عليه، فقد أخرجه البخاري في صحيحه ٢/ ١٤٦ في فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة. باب ٤، ٣، ٢. ومسلم في صحيحه ٢/ ١٠١٧ في آخر الحج، حديث ١٣٩٩. أخرجاه من حديث ابن عمر من طرق مختلفة، وبألفاظ متقاربة.
(٥) الزهري المدني القاضي، ابن أخي عبد الرحمن يلقب طلحة الندى ثقة مكثر فقيه مات سنة سبع وتسعين وهو ابن اثنين وسبعين. (انظر: تقريب التهذيب ١٥٧).
(٦) البلاط: يروى بفتح الموحدة وكسرها، موضع بالمدينة بين مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين سوق المدينة، مبلط بالحجارة، كان يشغل منطقة لا بأس بها حول مسجد النبوي. (انظر: مراصد الإطلاع ١/ ٢١٥، وخلاصة وفاء الوفا للسمهودي ١٧٢).
(٧) معرَفَة الدابة: موضع منبت شعر عنقها. (انظر: المعجم الوسيط ٢/ ٥٩٥، مادة عَرَفَ).

<<  <   >  >>