للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بطواغيتهم، ويعوضهم عَن ذَلِك بِأَحْسَن عوض، مِنْهَا قَول الراقي وَهُوَ يمسحه بِيَمِينِهِ: " أذهب الباس رب النَّاس، واشف أَنْت الشافي لَا شِفَاء إِلَّا شفاؤك شِفَاء لَا يُغَادر سقما " وَقَوله: " بِسم الله ارقيك من كل شَيْء يُؤْذِيك من شَرّ كل نفس أَو عين حَاسِد، الله يشفيك باسم الله أرقيك " وَقَوله " أُعِيذك بِكَلِمَات الله التَّامَّة من كل شَيْطَان وَهَامة وَمن كل عين لَامة " وَقَوله سبع مَرَّات: " أسأَل الله الْعَظِيم رب الْعَرْش الْعَظِيم أَن يشفيك " وَمِنْهَا النفث بالمعوذات، وَالْمسح، وَأَن يضع يَده على الَّذِي يألم من جسده وَيَقُول. " باسم الله ثَلَاثًا وَسبع مَرَّات أعوذ بعزة الله وَقدرته من شَرّ مَا أجد وأحاذر "، وَأَقُول: " باسم الله الْكَبِير أعوذ بِاللَّه الْعَظِيم من شَرّ كل عرق نعار وَمن شَرّ حر النَّار " وَقَوله: " رَبنَا الله الَّذِي فِي السَّمَاء تقدس اسْمك، أَمرك فِي السَّمَاء وَالْأَرْض، كَمَا رحمتك فِي السَّمَاء فَاجْعَلْ رحمتك فِي الأَرْض، اغْفِر لنا حوبنا وخطايانا، أَنْت رب الطيبين، أنزل رَحْمَة من رحمتك وشفاء من شفائك على هَذَا الوجع.

قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا يتمنين أحدكُم الْمَوْت " الحَدِيث. أَقُول: من أدب الْإِنْسَان فِي جنب ربه أَلا يجترئ على طلب سلب نعْمَة، والحياة

نعْمَة كَبِيرَة لِأَنَّهَا وَسِيلَة إِلَى كسب الْإِحْسَان، فَإِنَّهُ إِذا مَاتَ انْقَطع أَكثر عمله، وَلَا يترقى إِلَّا ترقيا طبيعيا، وَأَيْضًا فَذَلِك تهور وتضجر وهما من أقبح الْأَخْلَاق.

قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " من أحب لقاءه الله أحب الله لقاءه وَمن كره لِقَاء الله كره الله لِقَائِه ". أَقُول: معنى لِقَاء الله أَن ينْتَقل من الْإِيمَان بِالْغَيْبِ إِلَى الْإِيمَان عيَانًا وَشَهَادَة، وَذَلِكَ أَن تنقشع عَنهُ الْحجب الغليظة البهيمية فَيظْهر نور الملكية، فيترتشح عَلَيْهِ الْيَقِين من حَظِيرَة الْقُدس، فَيصير مَا وعد على أَلْسِنَة التراجمة بمرأى مِنْهُ ومسمع، وَالْعَبْد الْمُؤمن الَّذِي لم يزل يسْعَى فِي ردع بهيميته وتقوية ملكيته يشتاق إِلَى هَذِه الْحَالة اشتياق كل عنصر إِلَى حيزه وكل ذِي حس إِلَى مَا هُوَ لَذَّة ذَلِك الْحس، وَإِن كَانَ بِحَسب نظام جسده يتألم، ويتنفر من الْمَوْت وأسبابه. وَالْعَبْد الْفَاجِر الَّذِي لم يزل يسْعَى فِي تَغْلِيظ البهيمية يشتاق إِلَى الْحَيَاة الدُّنْيَا، ويميل إِلَيْهَا كَذَلِك، وَحب الله وكراهيته وردا على المشاكلة، وَالْمرَاد إعداد مَا يَنْفَعهُ أَو يُؤْذِيه وتهيئته وَكَونه بمرصاد من ذَلِك.

<<  <  ج: ص:  >  >>