وَصفته لمن أطَاق ذَلِك أَن يقْرَأ
{وَهُوَ مَعكُمْ أَيْن مَا إِنَّمَا كُنْتُم} .
أَو قَوْله تَعَالَى:
{وَمَا تكون فِي شَأْن وَمَا تتلو مِنْهُ من قُرْآن وَلَا تَعْمَلُونَ من عمل إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُم شُهُودًا إِذْ تفيضون فِيهِ وَمَا يعزب عَن رَبك من مِثْقَال ذرة فِي الأَرْض وَلَا فِي السَّمَاء وَلَا أَصْغَر من ذَلِك وَلَا أكبر إِلَّا فِي كتاب مُبين} .
أَو قَوْله تَعَالَى:
{ألم تَرَ أَن الله يعلم مَا فِي السَّمَوَات وَمَا فِي الأَرْض وَمَا يكون من نجوى ثَلَاثَة إِلَّا وَهُوَ رابعهم وَلَا خَمْسَة إِلَّا وَهُوَ سادسهم وَلَا أدني من ذَلِك وَلَا أَكثر إِلَّا هُوَ مَعَهم أَيْن مَا كَانُوا} .
أَو قَوْله تَعَالَى:
{وَنحن أقرب إِلَيْهِ من حَبل الوريد} .
أَو قَوْله تَعَالَى:
{وَعِنْده مَفَاتِيح الْغَيْب لَا يعلمهَا إِلَّا هُوَ وَيعلم مَا فِي الْبر وَالْبَحْر وَمَا تسْقط من ورقة إِلَّا وَيعلمهَا وَلَا حَبَّة فِي ظلمات الأَرْض وَلَا رطب وَلَا يَابِس إِلَّا فِي كتاب مُبين} .
أَو قَوْله تَعَالَى:
{أَلا إِنَّه بِكُل شَيْء مُحِيط} .
أَو قَوْله تَعَالَى:
{وَهُوَ القاهر فَوق عباده} .
أَو قَوْله تَعَالَى
{وَهُوَ على كل شَيْء قدير} .
أَو قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" اعْلَم أَن الْأمة لَو اجْتمعت على أَن ينفعوك بِشَيْء لم ينفعوك إِلَّا بِشَيْء قد كتبه الله لَك، وَلَو اجْتَمعُوا على أَن يضروك بِشَيْء لم يضروك إِلَّا بِشَيْء قد كتبه الله عَلَيْك، رفعت الأقلام، وجفت الصُّحُف " أَو قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" إِن لله مائَة رَحْمَة أنزل مِنْهَا وَاحِدَة فِي الأَرْض " الحَدِيث، ثمَّ يتَصَوَّر معنى هَذِه الْآيَات من غير تَشْبِيه وَلَا جِهَة، بل يستحضر اتصافه تَعَالَى بِتِلْكَ الْأَوْصَاف فَقَط، فَإِذا ضعف عَن تصَوره أعَاد الْآيَة وتصورها أَيْضا، وليختر لذَلِك وقتا لَا يكون فِيهِ حاقبا وَلَا حاقنا وَلَا جائعا وَلَا غَضْبَان وَلَا وَسنَان، وَبِالْجُمْلَةِ فارغ الْقلب عَن التشويش.
وَمِنْهَا التفكر فِي أَفعَال الله تَعَالَى الباهرة، وَالْأَصْل فِي قَوْله تَعَالَى:
{ويتفكرون فِي خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض رَبنَا مَا خلقت هَذَا بَاطِلا} .
وَصفته أَن يُلَاحظ إِنْزَال الْمَطَر وانبات العشب وَنَحْو ذَلِك، ويستغرق فِي منَّة الله تَعَالَى.
وَمِنْهَا التفكر فِي أَيَّام الله تَعَالَى وَهُوَ تذكر رَفعه قوما وخفضه آخَرين وَالْأَصْل فِي قَوْله تَعَالَى لمُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام:
{وَذكرهمْ بأيام الله}
فَإِن ذَلِك يَجْعَل النَّفس مُجَرّدَة عَن الدُّنْيَا.