الأخروية، فَلَا ينزل معرفَة تفاصيل النعم ورؤية فيضانها من الْمُنعم جلّ مجده من الدُّعَاء المستجاب فِي قرع بَاب الْجُود، وَلَا يتم الشُّكْر حَتَّى يتَنَبَّه بعجيب صنع الله بِهِ فِيمَا مضى من عمره كَمَا رُوِيَ عَن عمر رَضِي الله عَنهُ أَنه قَالَ فِي انْصِرَافه من حجَّته الَّتِي لم يحجّ بعْدهَا: الْحَمد لله، وَلَا إِلَه إِلَّا الله، يُعْطي من شَاءَ مَا يَشَاء لقد كنت بِهَذَا الْوَادي - يَعْنِي ضجنَان - أرعى إبِلا للخطاب، وَكَانَ فظا غليظا يتعبني إِذا عملت ويضربني إِذا قصرت، وَقد أَصبَحت، وأمسيت، وَلَيْسَ بيني وَبَين الله أحد أخشاه.
وَمِنْهَا التَّوَكُّل، وَهُوَ أَن يغلب عَلَيْهِ الْيَقِين حَتَّى يفتر سَعْيه فِي جلب الْمَنَافِع وَدفع المضار من قبل الْأَسْبَاب وَلَكِن يمشي فِي مَا سنه الله تَعَالَى على عباده من الاكساب من غير اعْتِمَاد عَلَيْهَا.