ثُمَّ سَارَ حَتَّى أتَى مُحسِّرًا فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَرَعَ نَاقَتَهُ، فَخَبَّتْ حَتَّى جَازَ الوَادِيَ، ثُمَّ حَبَسَهَا، ثُمَّ أرْدَفَ الفَضْلَ، وَسَارَ حَتَّى أتَى الجَمْرَةَ فَرَمَاهَا، ثُمَّ أتَى المَنْحَرَ، فَقَالَ: «هَذَا المَنْحَرُ، وَمِنًى كُلُّهَا مَنْحَرٌ» قَالَ: وَاسْتَفْتَتْهُ جَارِيَةٌ شَابَّةٌ مِنْ خَثْعَمَ فَقَالَتْ: إِنَّ أبِي شَيْخٌ كَبِيرٌ قَدْ أفْنَدَ وَقَدْ أدْرَكَتْهُ فَرِيضَةُ الله فِي الحَجِّ، فَهَل يُجْزِئُ عَنْهُ أنْ أُؤَدِّيَ عَنْهُ؟ قَالَ: «نَعَمْ، فَأدِّي عَنْ أبِيكِ».
قَالَ: وَقَدْ لَوَى عُنُق الفَضْلِ، فَقَالَ لَهُ العَبَّاسُ: يَا رَسُولَ الله، لِمَ لَوَيْتَ عُنُقَ ابْنِ عَمِّكَ؟ قَالَ: «با وَشَابَّةً فَلَمْ آمَنِ الشَّيْطَانَ عَلَيْهِمَا .. رَأيْتُ شَا» قَالَ: ثُمَّ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، حَلَقْتُ قَبْلَ أنْ أنْحَرَ قَالَ: «انْحَرْ وَلا حَرَجَ» ثُمَّ. أتَاهُ آخَرُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّي أفَضْتُ قَبْلَ أنْ أحْلِقَ، قَالَ: «احْلِقْ أوْ قَصِّرْ وَلا حَرَجَ» ثُمَّ أتى البَيْتَ فَطَافَ بِهِ، ثُمَّ أتَى زَمْزَمَ، فَقَالَ: «يَا بَني عَبْدِ المُطَّلِبِ، سِقَايَتَكُمْ، وَلَوْلا أنْ يَغْلِبَكُمِ النَّاسُ عَلَيْهَا لَنزَعْتُ بِهَا».
أخرجه ابن أبي شيبة (١٥١٩٥)، وأحمد (٥٦٢)، وابن ماجة (٣٠١٠)، وأبو داود (١٩٢٢)، والترمذي (٨٨٥)، وأبو يعلى (٣١٢).
- قال أبو عيسى التِّرمِذي: حديث علي حديثٌ حسنٌ صحيحٌ، لا نعرفه من حديث علي إلَّا من هذا الوجه.
٢٣٤٤ - [ح] مُحمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي أبَانُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ، قَالَ: وَقَفْتُ مَعَ الحُسَيْنِ فَلَمِ أزَلِ اسْمَعُهُ يَقُولُ: لَبَّيكَ حَتَّى رَمَى الجَمْرَةَ، فَقُلتُ: يَا أبا عَبْدِ الله مَا هَذَا الإِهْلالُ؟ قَالَ: سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُهِلُّ حَتَّى انْتَهَى إِلَى الجَمْرَةِ، وَحَدَّثَنِي: «أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم أهَلَّ حَتَّى انْتَهى إِلَيْهَا».
أخرجه ابن أبي شيبة (١٤١٧٩)، وأحمد (١٣٣٤)، وأبو يعلى (٣٢١).
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute