للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَرَاثَ عَليَّ، ثُمَّ أتَانِي فَقُلتُ: مَا حَبَسَكَ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أنَّ الله أرْسَلَهُ، قَالَ: قُلتُ: فَمَا يقُولُ النَّاسُ لَهُ؟

قَالَ: يَزْعُمُونَ أنَّهُ سَاحِرٌ وَأنَّهُ كَاهِنٌ وَأنَّهُ شَاعِرٌ، قَالَ أُنيسٌ: فَوَالله لَقَدْ

سَمِعْتُ قَوْلَ الكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَوْلهِمْ، وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أقْرَاءِ الشِّعْرِ فَلَا يَلتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أحَدٍ أنَّهُ شَاعِرٌ، وَالله إِنَّهُ لَصَادِقٌ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ، وَكَانَ أُنيسٌ شَاعِرًا، قَالَ: قُلتُ: اكْفِنِي أذْهَبُ فَأنْظُرُ، قَالَ: نَعَمْ، وَكُنْ مِنْ أهْلِ مَكَّةَ عَلَى حَذَرٍ فَإِنَّهُمْ قَدْ شَنَّفُوا لَهُ وَتَجهَّمُوا لَهُ.

قَالَ: فَانْطَلَقْتُ حَتَّى قَدِمْتُ مَكَّةَ، قَالَ: فَتضَيَّفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ، قَالَ: قُلتُ: أيْنَ الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ؟ قَالَ: فَأشَارَ إِليَّ، قَالَ: الصَّابِئُ، قَالَ فَمَالَ عَليَّ أهْلُ الوَادِي بِكُلِّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَليَّ، قَالَ: فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ وَكَأنِّي نُصُبٌ أحْمَرُ، قَالَ: فَأتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا، قَالَ: فَبَيْنَمَا أهْلُ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ أضْحِيَانٍ إِذْ ضَرَبَ الله عَلَى أصْمِخَتِهِمْ.

قَالَ: فَمَا يَطُوفُ بِالبَيْتِ أحَدٌ مِنْهُمْ غَيْرَ امْرَأتَيْنِ، قَالَ: فَأتَتَا عَليَّ وَهُما تَدْعُوَانِ إِسَافًا وَنَائِلَةَ، قُلتُ: أنْكِحَا أحَدَهُما الأُخْرَى، قَالَ: فَمَا ثَنَاهُما ذَلِكَ عَنْ قَوْلهِمَا، قَالَ: فَأتَتَا عَليَّ، فَقُلتُ: هَنٌ مِثْلُ الخَشَبَةِ - غَيْرَ أنِّي لَمْ أُكنِّ - قَالَ: فَانْطَلَقَتا تُوَلوِلَانِ وَتَقُولَانِ: لَوْ كَانَ هَاهُنَا أحَدٌ مِنْ أنْفَارِنَا، قَالَ: فَاسْتَقْبَلَهُما رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأبُو بَكْرٍ وَهُما هَابِطَانِ مِنَ الجَبَلِ، قَالَ: مَا لَكُما؟

<<  <  ج: ص:  >  >>