للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٦- سحر بالاستعانة بخواص الأدوية والموادّ، مثل أن يُجعل في طعام المسحور بعض الأدوية المبلِّدة نحو دماغ الحمار، أو المزيلة للعقل نحو الدخن المسكرة، وهذا النوع لا يمكن إنكار أثره، ذلك أن أثر التصرف بخواص المواد مشاهد، ومن ذلك أثر المغناطيس الجاذب للحديد، إلا أن الناس قد أكثروا فيه وخلطوا الصدق بالكذب، والباطل بالحق (١) .

يقول الإمام ابن كثير بعد نقله لهذا النوع: [يدخل في هذا القبيل كثير ممن يدّعي الفقر (٢) ، ويتحيل على جهلة الناس بهذه الخواص، مدعيًا أنها أحوال له، من مخالطة النيران ومسك الحيات، إلى غير ذلك من المُحالات] (٣) .

٧- سحر تعليق القلب، وهو أن يدعي الساحر أنه قد عرف الاسم الأعظم لله تعالى!! وأن الجن يطيعونه وينقادون له في أكثر الأمور، فإذا


(١) مما يندرج في هذا النوع استغلال بعض المشعوذين معرفتهم بخصائص المواد التي كُشِف أكثرها في عصرنا، ومنه - مثالاً لا حصرًا - الخصائص الكيميائية لبعض المواد كالفوسفور الذي يشتعل تلقائيًا عند اتحاده مع أكسجين الهواء، فيشعل به المشعوذ منديلاً، أو استغلالهم خصائص المادة الفيزيائية كحصول ليونة في بعض الخلائط المعدينة التي تنثني تلقائيًا عند وصولها درجة معينة من الحرارة، فإذا أمسك بها المشعوذ - فاكتسبت من يده حرارة الجسم ٣٧ درجة مئوية - بفعل قانون الانتقال الحراري - انحنت في يده، مُلبِّسًا على الحضور بأن هذا الأثر كان بقدرته الفائقة على التركيز البصري النابع من نفسه الخارقة!! وغير ذلك مما يصعب حصره، ويدركه من له إلمام بهذه العلوم. انظر: السحر والسحرة من منظار القرآن والسنة. د. إبراهيم أدهم ص ٣٤.
(٢) المقصود بالفقر هنا: حال الزهد والصلاح والافتقار إلى الله تعالى. لا الفقر إلى المال، كما هو متبادر.
(٣) انظر: تفسير ابن كثير ص ١٣١، ط - بيت الأفكار. وقول الإمام: مخالطة النيران ومسك الحيات، فإن طريقتهم في ذلك أن يعمد أحدهم إلى دُهن خاص يدّهن به، فيحجز ذلك عنه أثر النار أو لسع الحيات. وقوله رحمه الله: من المحالات، المقصود به: في الأحوال العادية غير الخارقة، أو من المُحال في حق هؤلاء الدجاجلة من غير استعانتهم بتلك الخواص للمواد، والله أعلم.

<<  <   >  >>