المُبصَر، ونحو ذلك مما يعمد إليه المشعوذ الحاذق، ولسحر التخييل طريق آخر - هو الأخطر - حيث يقوم الساحر فيه بإحضار شيء يعرفه الناس ثم يتمتم بعزيمته الشركية وطلسماته الكفرية، حتى يعينه شيطانه فيُري الناسَ الشيء على غير حقيقته، وقد يدخل هذا النوع في سحر التفريق، حيث يري الشيطانُ الرجلَ امرأتَه الجميلة قبيحة المنظر، وفي سحر المحبة يريه عكس ذلك، فيحببه بها. وهذا ليس من الشعوذة بل هو سحر على الحقيقة بالاستعانة بالشياطين.
٤- سحر الجنون: ومن أعراضه الشرود والذهول والنسيان الشديد، والتخبّط في الكلام ومنها شخوص البصر - جموده - وزوغانه، مع عدم القدرة على الاستقرار في مكان واحد، أو الاستمرار بعمل معين، وعدم الاهتمام بالمظهر، وفي الحالات الشديدة ينطلق على وجهه لا يلوي على شيء، وربما نام في الأماكن المهجورة.
ويكون هذا النوع بتسليط الساحر جنًا موكلاً بالسحر، فيؤثر في قدرة المسحور الفكرية وبخاصة القدرة على التذكر، والتركيز في عمل الأمور ونحو ذلك.
عن خارجةَ بن الصَّلْت، عن عمّه، أنه أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم أقبل راجعًا من عنده، فمرّ على قوم عندَهم مجنون مُوثق بالحديد، فقال أهله: إنا حُدِّثْنا أن صاحبكم هذا قد جاء بخير، فهل عندكم شيء تداوونه به؟ فرقيتُه بفاتحة الكتاب، فبرأ، فأعطوني مائة شاة، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرتُه، فقال:«هل إلا هذا؟» أو قال: «هل قلتَ إلا هذا؟» ، قلتُ: لا، قال: «خذها،