للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله - تعلّقًا منه متزنًا عاقلاً حكيمًا، يُؤثِر فيه محبتها، ويُحسن به عشرتها.

قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إن الرقى والتمائم والتولة شرك» (١) .

وهنا مسألة: قد يُشكِل التعارض - فيما يظهر - بين قول النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الرُّقى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ» ، وبين «ترخيصه عليه الصلاة والسلام في الرقية من العين، والحُمَةِ، والنَّمْلة» (٢) ، والجواب: أن الرقى المنهي عنها هي التي فيها شرك أو استغاثة بغير الله تعالى، أو ألفاظ جُهِل معناها، لاحتمال تضمنها كفرًا، وقد دل الحديث على جواز الرقى عامة إلا ما حوى شركًا منها، فقد قال عليه الصلاة والسلام: «مَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ، اعْرُضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ، لاَ بَأْسَ بِالرُّقى مَا لَمْ يَكُنْ فِيهِ شِرْكٌ» (٣) .

٣- سحر التخييل، وقد سبق بيانه، وأنه على ضربين؛ إما بالتأثير في القوى المتخيِّلة للرائي وهي التي تكون في نفسه، أي: بالتأثير المعنوي والإيحاء لهذه القوى بصور يريدها الساحر، أو بالتأثير في قوة الإبصار المحسوسة بالاعتماد على أخطاء البصر بصرفه إلى مُبصَر معين حتى إذا حدّق فيه انصرف عن غيره، أو بإمهال البصر زمنًا غير كاف فيُشكِل عليه


(١) سبق تخريجه ص ٩٥ بالهامش ذي الرقم (٢) .
(٢) أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: استحباب الرقية من العين والنملة والحُمَة والنظرة، برقم (٢١٩٦) ، عن أنس رضي الله عنه. والبخاري من حديث عمران بن حصين رضي الله عنهما موقوفًا، قال: (لا رقية إلا من عين أو حُمَةٍ) . ومعناه: لا رقية أولى وأشفى من الرقية من هذه الأمور، والحُمَة بالتخفيف: السَّمُّ، وقد يشدّد، ويطلق على إبرة العقرب للمجاورة، لأن السم يخرج منها. انظر: النهاية لابن الأثير (١/٤٤٩) [حمه] . ... أما النَّمْلة: فهي قروح تخرج في الجَنْب، وغيره من الجسد، وهي أيضًا: بثرة تخرج بالتهاب واحتراق ويرمّ مكانُها يسيرًا ثم يَدُبُّ إلى موضع آخر كالنَّمْلة. وإن داء النملة سمي بذلك لكون المصاب به يحس كإحساس من تدبّ عليه نملة وتعضّه. ... انظر: "النهاية" لابن الأثير (٥/١٠٥) ، والتاج للزبيدي (٨/١٤٦) .
(٣) أخرجه مسلم؛ كتاب: السلام، باب: لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك، برقم (٢٢٠٠) ، عن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه.

<<  <   >  >>