(٢) انظر: تفسير ابن كثير، (١/١٤٨) ، وقد روى حديث مسلم السابق باختلافٍ فيه يسير. (٣) اختار هذا القولَ الإمامُ الطبري رحمه الله، وقد فصّل في الردِّ على من رجَّح عدم إنزال السحر على الملكين، انظر: تفسيره (١/٤٩٧) ، كما الشوكانيُّ في تفسيره (١/١٣٠) ، وقد التمس عذرًا لجزم الإمام القرطبي بأن (ما) نافية، فقال: ولعل وجه الجزم بهذا التأويل - مع بُعدِه وظهورِ تكلُّفِه - تنزيه الله سبحانه أن ينزل السحر إلى أرضه فتنةً لعباده على ألسن ملائكته. ثم عقب رحمه الله على هذا الوجه من التفسير بقوله: وعندي أنه لا مُوجِب لهذا الوجه من التعسُّف لما هو الظاهر، فإن لله سبحانه أن يمتحن عباده بما شاء، كما امتحن بنَهَرِ طالوتَ، ولهذا يقول الملَكان: [البَقَرَة: ١٠٢] {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ} . اهـ. وقد اختار هذا الترجيح أيضًا الإمام ابن حجر رحمه الله في الفتح (١٠/٢٣٤) ، حيث قال: [وقوله: {وما أنزل} ، «ما» موصولة، ومحلها النصب عطفًا على السحر، والتقدير: يعلِّمون الناس السحر، والمُنْزَلَ على الملكين] ، ثم ذكر رحمه الله وجه النفي، وقال بعده: [والجمهور على خلافه وأنها موصولة] .