١٦- ... أن تعريفات العلماء للسحر تعددت وتباينت، تبعًا لما تقرر عند صاحب التعريف من كون السحر له حقيقة مؤثرة، أم أنه مجرد خُدَع وتخييلات لا أثر لها.
١٧- ... أن من شرط إعمال السحر أن يقوم بمزاولته نفس قوية مؤثرة خبيثة تقرّبت - إلى روح شيطانية - وتعاونت معها على قصد إيقاع أذى بالمسحور.
١٨- ... أن أشد أنواع السحر ما يكون بهمة نفس الساحر، وقد استغنى فيه عن مُعينٍ من مزاج الأفلاك أو أسرار الأعداد أو خواص العناصر ونحوها.
١٩- ... أن الساحر بالطِّلَّسْمات، هو من استعان بما سبق ذكره آنفًا، وذلك لقصور همة نفسه عن التأثير استقلالاً.
٢٠- ... أن الشريعة لم تفرّق - من حيث الحكم - بين الساحر بالهمة والساحر بالاستعاذة بالطلسمات، وجعلت ذلك كله بابًا واحدًا محظورًا.
٢١- أن سحر المجاز أو التخييل (الشعوذة) منه ما يكون مؤثرًا في قدرة الإبصار لدى الرائين، ومنه ما يكون مؤثرًا بإيقاع تغيير في نفس المرئي. وأن كلاهما لا حقيقة له، إلا إذا استعان المشعوذ بشيطان أو تمتم بعزائم وإقسامٍ ليُحدِث بذلك تخييلاً في قدرة الرائين، فقد صار بذلك سحره على الحقيقة لا على المجاز.
٢٢- أن التنجيم من أخطر أنواع السحر، وأن الساحر بالتنجيم في حقيقته هو من عُبّاد النجوم؛ فهو مع استعانته بروحانية الكواكب - بزعمه - لتؤثر في قوابلها الأرضية، فقد جمع إلى ذلك اعتقاده الجازم بعظيم تأثير هذه الأجرام السماوية وتشكُّلاتِها الفلكية، بالتحكم في مصائر الناس، وذلك بالتحكّم في حُسْن طوالعهم أو شؤمها، وعلى تسيير تفصيلات حياتهم اليومية!!