٢٣- أن الخلاف الواقع في تحديد أقسام السحر، راجع إلى طريق التقسيم، فقد يكون باعتبار أهله وطرائق حصوله، أو بحسب أثره على المسحور، أو باعتبار الحكم الشرعي لتلك الأقسام.
٢٤- أن تقسيم ابن خلدون - في مقدمته - السحرَ إلى مرتبتي الحقيقة والمجاز يمكن به إدراج جميع أنواع السحر تحت هاتين المرتبتين؛ مهما تعددت صنوف السحر.
٢٥- أن من السحر المجازي، ما يكون سحرًا في اللغة وحسب، كسحر البيان، وسحر العَضْهِ - وهو شدة البَهْت وتمويه الكذب -، ومع ذلك فقد أدخله البعض في أقسام السحر، لكونهما يخيِّلان الأمر على غير حقيقته، وهو شبيه من هذه الحيثية بأثر عمل السحر.
٢٦- أن سحر التفريق بين المرء وزوجه، مما أُنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت، هذا النوع من السحر، قد درس العلمُ به، وكادت المعرفة به أن تستحيل، لكن إن وُجدِت، فإن خطرها يبقى هو الأشد ضرًا من بين أنواع السحر، وهو غاية ما يقتدر عليه ساحر.
٢٧- أن ما يسمى (علومًا روحانية) ، لا ينطبق عليها وصف (علوم) ألبتة؛ فهي لا تعدو كونها تخرّصات من أهلها ورجمًا بالغيب، فلا تنطبق عليها أسس التجريب العلمي، ولا طرق السماع الصحيح.
٢٨- أن الكتب المسماة (علومًا روحانية) نوعان؛ الأول: دالّ بمحتواه على معرفة كتابة الحروز الشركية، والأحجبة الطِّلَّسْمية، والطبابة الروحية - بزعمهم - بأسرار الأعداد، ومكنونات الحروف، والثاني: يدل قارئه على معرفة كيفية ممارسة السحر، بطرق شتى منها: التنجيم، والاستحضار السفلي لأرواح شياطين، واستنزال علوي لأرواح ملائكة، وفتح مندل، وإقسامات وعزائم وعهود، وتدخينات مناسبة للأعمال،