للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٨- ... [السحر: كل أمر خَفِيَ سببُه وتُخُيِّل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخداع] (١) .

٩- ... [السحر: علم يستفاد منه حصول مَلَكةٍ نفسانية، يُقتدر بها على أفعال غريبة، لأسباب خفيّة] (٢) .

١٠- ... [السحر والطلّسمات: علوم بكيفية استعدادات تقتدر النفوس البشرية بها على التأثيرات في عالم العناصر (٣) ، إما بغير مُعين (٤) أو بمعين من الأمور السماوية، والأول - أي الذي هو بغير معين - هو: السحر، والثاني: هو: الطلسمات] (٥) .

نظرة تدبّر في هذه التعريفات العشرة:

لو تأملت أخي القارئ فيما سبق من تعريفات متعلقة بالسحر - والحال أن ثنايا كتب التوحيد والتفسير والفروع حافلة بأكثر من ذلك -، أقول: لو تدبّرت هذه التعريفات لظهر لديك جليًا أنها - على كثرتها - لم تفِ بمعنى جامع مانع للسحر، حيث إن بعضها أثبت حقيقة أثر السحر، ونفى بعضها ذلك، وفرق أحدها بين السحر والطلسم بينا سوّى آخرُ بينهما، وطابق


(١) التعريف للإمام الجصّاص. انظر: أحكام القرآن له (١/٥٠) ، وبمثل هذا التعريف عرّف الفخر الرازي، ونصه: (لفظ السحر في عرف الشرع مختص بكل أمر يخفى سببُه، ويُتخيَّل على غير حقيقته، ويجري مجرى التمويه والخداع) . انظر: تفسير الرازي (٣/١٨٧) .
(٢) التعريف للإمام ابن عابدين - الحنفي - انظر: حاشيته المسماة: ردّ المحتار على الدرّ المختار (١/٣١) .
(٣) عالم العناصر: اصطلاح يقصد به ما هو خلاف عالم الأفلاك أو العالم العلوي، فهو العالم الأرضي المادي، وفيه - عند الفلاسفة - أربع طبائع: التراب، النار، الهواء والماء.
(٤) المقصود بمعين: مزاج الأفلاك أو العناصر، أو خواص الأعداد، وطبائع الحروف، وغير ذلك مما يستعين به أهل العمل بالطّلسمات..
(٥) التعريف لابن خلدون. انظر: مقدمته ص ٤٩٦.

<<  <   >  >>