وأخرجه مسلم ٥/ ٧٢ (٤٢٢٤)، وأحمد ١/ ١٦٨ (١٤٤٠)، والبخاري في (الأدب المفرد)(٥٢٠) كلهم من طريق حميد بن عبدالرحمن الحفيري، عن ثلاثة من ولد سعد، كلهم يحدثه، عن أبيه: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل على سعد يعوده بمكة، فبكى، قال: ما يبكيك؟ فقال: قد خشيت أن أموت بالأرض التى هاجرت منها، كما مات سعد بن خولة. فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: اللهم اشف سعدا. اللهم اشف سعدا- ثلاث مرار- قال يا رسول الله، إن لى مالا كثيرا، وإنما يرثنى ابنتى، أفأوصى بمالى كله؟ قال: لا. قال: فبالثلثين قال: لا. قال فالنصف؟ قال: لا. قال فالثلث؟ قال: الثلث والثلث كثير، إن صدقتك من مالك صدقة، وإن نفقتك على عيالك صدقة، وإن ما تأكل امرأتك من مالك صدقة، وإنك أن تدع أهلك بخير، أو قال: بعيش، خير من أن تدعهم يتكففون الناس- وقال بيده.
وروى البخاري (٥٦٥٩)، وأبو داود (٣١٠٤)، والنسائي في الكبرى ٦٢٨٤ وأحمد ١/ ١٧١ (١٤٧٤) كلهم من طريق الجعد- ويقال: الجعيد- بن عبد الرحمن، عن عائشة بنت سعد، أن أباها قال: تشكيت بمكة شكوا شديدا، فجاءنى النبي -صلى الله عليه وسلم- يعودنى، فقلت: يا نبى الله، إنى أترك مالا، وإنى لم أترك إلا ابنة واحدة، فأوصى بثلثى مالى وأترك الثلث؟ فقال: لا. قلت: فأوصى بالنصف وأترك النصف؟ قال: لا. قلت: فأوصى بالثلث وأترك لها الثلثين قال: الثلث والثلث كثير، ثم وضع يده على جبهته، ثم مسح يده على وجهى وبطنى ثم قال: اللهم اشف سعدا، وأتمم له هجرته، فما زلت أجد برده على كبدى فيما يخال إلى حتى الساعة.
وروى البخاري (٢٧٤٣)، ومسلم ٥/ ٧٢ و ٧٣ (٤٢٢٧)، وابن ماجه