للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ثم فى سنة (٦٢٨) وَصَل التَّتَر إلى إربل وإلى الجَزِيرَة ودِيَار بكر فَعَاثُوا بالفَسَاد يَمِينًا وشِمَالًا، وقَتَلُوا من المسلمين ما لا يُحْصي عَدَدَهم إِلَّا خَالِقُهم وفى عام (٦٢٩) تَمَّ استيلاءُ التَّتَر على إقليم أَرمِينِيَة وخِلَاط وسَائِر ما كان بِيَد الخوارِزمي (١)، وبَقيت مَنَاطِق أخرى من بِلاد المُسْلِمين فى اضطِراب وتقلُّبات عَنيفة بين أُمراء المسلمين، حتى إنَّ الأفرنج طَمَعُوا فى المسلمين، واطمأنُّوا على ضَعْفِهم، فَعَمَّر الأفرنج فى القُدْس قَلْعَة، وجَعَلُوا بُرْج داود أحد أبراجها، فلما بَلَغ المَلِك النَّاصِر داود خَبَر بِنَاء هذا البُرج سَارَ إلى القُدْس، ورَمَى عليها بالمَجَانيق، حتى أخَذَها بعد واحدٍ وعشرين يومًا عَنْوَةً، وتأخر أخذ بُرْج داود أيامًا، ثم أخَذَ البُرْج من الأفرنج صُلْحًا على أنفسهم دون أموالهم، وهَدَم النَّاصِر برج داود، واستولى على القدس وأخرج منه الفرنج، فساروا إلى بلادهم، وهكذا رَجَعت القُدْس إلى حوزة المسلمين (٢).

وفى عام (٦٣٧) أيضًا وَقَعَ بين الأَفْرنج وبين العَسْكر المصرىّ المسلم المُقيم بالسَّاحِل حَرْبٌ، وانكسر فيها الأفرنج، فقتل منهم حَوَالى ألفى شخص بينما لم يَتَعَدَّ عَدَد شُهَدَاء المسلمين العشر (٣).

وفى عام (٦٥٦) مَلَك هلاكو سلُطان التَّتَار بغداد، وقَتَلُوا أكثر أهلِها، حتى الخَلِيفة، وهو المُستَعصم بالله عبد الله، وانقَرَضت بموته دَوْلَة بنى العَبَّاس منها، وقد تَكَلَّم ابن كَثِير عن سُقُوط بغداد فى يد التَّتَار وَتَسَلُّطِ هلاكو على بغداد، وكَيْفَ كانَت حَالةُ المسلمين وخليفتهم فى بغداد، ثم قَال: وذلك كُلُّه عن آراء الوَزِير ابن


(١) راجع السلوك ١/ ٢٤١ - ٢٤٢.
(٢) راجع السلوك ١/ ٢/ ٢٩١.
(٣) راجع البداية والنهاية ١٣/ ٢٠٠ والسلوك ١/ ٢/ ٤١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>