للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

العَلْقَمِيّ الرَّافِضِيّ، وذَلك أنّه لَمّا كان فى السنة الماضِية بين أهل السُّنَّة والرَّافِضة حَرْب عَظيمة، نُهِبَت فيها الكرخ ومحلّة الرّافِضة، حتى نُهِبت دُوْر قَرَابات الوَزِير، فاشتَدَّ حنقهُ على ذَلك، فكان هذا مِما أهَاجَه على أنْ دَبَّر على الإسلام وأهْلِه ما وَقع من الأمر الفَظِيع الّذي لم يؤرّخ أبشع منه منذ بنيت بغداد، ثم ذكر الحَافِظ ابن كَثير ما يَدُلّ على أنّ هلاكو خان استعَدّ لِلصُّلح مع خَلِيفة المسلمين على أن يكون نِصْف خِراج العِرَاق لهم ونصفه لِلخَلِيفَة، إلَّا أنّ مَلأ من الرَّافِضَة وغيرهم من المُنَافِقين أشَارُوا على هلاكو خان أن لا يُصَالح الخَليفَة، وَقَال الوَزير، وهو العَلْقَمِي الرّافِضِي وزير خَلِيفَة المسلمين: متى وقع الصلح على المُنَاصَفَة لا يَسْتَمِر هَذَا إلّا عامًا أو عَامَيْن، ثم يَعُود الأمر إلى مَا كان عليه قبل ذلك، وحَسَّنُوا له قتل الخَلِيفَة، ويُقَال: إنّ الّذي أشَارَ بقتله الوَزير ابن العَلْقَمِى والمَوْلَى نَصِير الدِّين الطُّوسِّي (١).

وفى عام (٦٥٨) حَاصَرَ التَّتَار مَدينة حَلب سَبْعَة أيَّام، ثم افتتحوها بالأمَان ثم غَدَرُوا بأهلها، وقتلوا خلقًا كثيرًا، وأسروا النساء والذريّة، ونَهَبوا الأموالَ واستَبَاحُوا فيها دِمَاء الخَلْق، وامَتَلأت الطُّرُقَات من القَتْلَى، وَصَارت عَسَاكِر التَّتَار تَمشِي على جيف من قُتِل، وأُسِرَ أكثر من مائة ألْفٍ من النساء والصِّبْيَان (٢) وبعد أن مَلَك هلاكو حَلب، اتّجَه نَحْوَ دمشق، ليفعلُوا فيها نحو ما فَعَلُوا فى بغداد وحَلب، فقام الأمير سليمان بن المؤيّد وأغلق أبواب دمشق واستَشار مَنْ بَقِي بها


(١) راجع البداية والنهاية ١٣/ ٢٠٠ - ٢٠١ انظر ترجمة ابن العلقمى المبير الرافضي فى سير أعلام النبلاء ٢٣/ ٣٦١.
(٢) السلوك للمقريزي ١/ ٢/ ٤٢٢ والبداية والنهاية ٣/ ٢١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>