للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يحققن شيئاً: ولهذا يمكن معالجتهن بأن نولد فيهن الأمل بالنجاح. وعدد هذه المجموعة ٤٩ وخطر اعادة الانتحار هنا قليل.

المجموعة الرابعة: وعددها ٣٩ فتاة قدموا الى التحليل بعد محاولة انتحارهن، ولكن لم يتبين من النظرة الأولى أي سبب لانتحارهن، بل وعلى الأغلب هن على مستوى من الجمال لا بأس به، ويشغلن وظائف لائقة، وأوضاعهن العامة تعطي الأمل في مستقبل ممتاز بالاضافة الى أنهن على مستوى جيد من الذكاء ومستواهن العام أعلى من مستواهن العمري .. هذه مظاهرهن الخارجية ولكنهن داخلياً على شكل آخر .. فاحداهن تقول لا فرق عندي أن أكون في سن الستين أو أكون في سن السادسة عشرة من العمر.

هذه المجموعة فريدة من نوعها، وهي غالباً ذات علاقات واسعة، ولكن لا تحقق احدى هذه العلاقات الشروط الملائمة لها، وكذلك وظيفة هذه المجموعة لا تعجبها .. اذا لم يكن هذا الرجل فآخر، وان لم تكن هذه الوظيفة فتلك .. ان نفوس هذه الفتيات فارغة .. وكثيراً من الاحايين لا يعرفن ذلك .. وان نظرن بمناسبة ما الى ذاتيتهن لنشأ مباشرة خطر محاولة الانتحار.

ان طفولة هذه المجموعة تبين لنا بوضوح أن عنصر الحب كان مفقوداً "أو مقترا به" اثناء تربيتهن وان عائلاتهن مميزة اما بعدم انسجام أو بعد نظام.

فعندما نقوم بدورنا أحسن قيام ونقدر اطفالنا ونحبهم نستطيع تكييف حياتهم ونزيد ارتباطهم بنا وبالعكس من لا يقدرهم ولا يهبهم الحب سوف لا يملأ شعورهم، وهذا مما يضعف قيمته لديهم ويؤدي الى فقدان الثقة. والفتيات اللواتي لا يجدن من يثقن به هن غير صالحات للحاية مما يجعلهن مرة أن يرفضن الحياة كذلك.

ويلاحظ الكاتب أن خطر اعادة المحاولة عند هذه المجموعة شديدة، ويلاحظ كذلك أن نسبة محاولة الانتحار من هذا النوع عند الفتيان ضعيفة مع أنه هناك كثير منهم يعيش في نفس الظروف، والسبب في ذلك يعود الى أن الفتيان ينضم بعضهم لبعض، ويعوضون بذلك عن فقدان ثقتهم بأنفسهم، كما انهم يفرغون اعتداءاتهم على الوسط الخارجي بدلاً من صبهم هذا على أنفسهم.

ونشرت مجلة "حضارة الاسلام" في ص ٨٢٩ من السنة الثانية، الخبر التالي:

<<  <   >  >>