الأسرة، إننا ويا للأسف ندفع ثمناً لما يعطينا التطور التكتيكي من أدوات، إننا نعاني خسارة مطردة في مادتنا الروحية دون أن نشعر.
وبعد أن يتحدث عن طبائع الجيل في الغرب يقول:
وهكذا ينقلب الفتيان حول الثانية عشر الى قطاع طرق، ويتحول الشباب والشابات الطبيعيون عادة في رقصة "روك أندروك" الى فوضويين مخربين، لقد بلغت خسائر رقصة روك اندروك وما نتج عنها من فوضى في احدى مقاهي برلين في الشهر الماضي مبلغ ٣٠٠,٠٠٠ شلن، وفي هامبورغ ١٢٠,٠٠٠ شلن.
ثم يتحدث الكاتب عن أثر كتب أدباء الجنس والأفلام السينمائية في وصول الشباب الى هذه الحالة فيقول:
إن ٦٢% من مجموع الفتيان هم زوار نظاميون للسينما، وبذلك نجد أن الفيلم يحتل مقعد التوجيه المنتظم لثلثي شباب اليوم، الفيلم بما يحمله من قصص قطاع طرق مجرمين وقصص خيانة اجتماعية، وما الى ذلك.
وإني لأتساءل هنا بشدة: ألم ينتبه المسؤولون حتى الآن كم لعبت السينما دور مدرسة المجرمين، بالاضافة الى السينما تلعب هذه "الكتيبات" الحقيرة التي تطبع منها ملايين النسخ، والتي يقبل الفتيان على قراءتها وتدوالها، بلهفة شديدة، إنها كتب لا تحوي سوى قصص الخيانة والاجرام.
لقد دلت الاحصاءات على أن ٤٠% من طلاب المدارس يقرؤون هذه الكتب، وأن كل واحد من هؤلاء يملك ما بين ١٠ إلى ٢٠٠ كتاب منها. ولقد اعترف احد هؤلاء الفتيان أنه يقرأ أسبوعياً ١١ كتاباً من هذه الكتب الجذابة. ويتابع الكاتب بحثه فيقول:
مخازن مفسدي الأطفال
ما أظن أن أحداً لا صلة له بالكتب السيئة ومخازنها يستطيع أن يقدر الأثر السيء الذي تسببه هذه الكتب. ان دور نشر كبيرة وعبيد الربح أيا كان مصدره يقومون بانتاج وتوزيع هذه الكتب الوسخة، مستغلين أوضاع الشباب النفسية وقلقهم واضطرابهم الداخلي، وحبهم للتطلع.