وفي العدد الثالث من المجلد الثالث من المجلة المذكورة نشرت مقالاً مترجماً بعنوان "يجب أن لا تلعنوهم" ننشره بنصه لما فيه من العظة التي ينبغي أن تفتح عيوننا وضمائرنا قبل أن يفلت الأمر فنقع في نفس ما وقع فيه الغربيون؟
ان مشكلة ارتكاب الفتيان للإجرام، عادت حديثاً على بساط البحث، ففي محاضرة حول "الفتيان والشرطة أكد الدكتور Otto Kornde أحد كبار موظفي الشرطة، أن السبب في تصرف الفتيان الاجرامي يقع بالدرجة الأولى على عاتق نضوجهم الجسمي بسرعة تفوق نموهم النفسي، الى جانب أسباب أخرى، مثل:"كثرة الطلاق" و "الغربة النفسية" بين الآباء والأبناء و "الفيلم" الذي يقوم بنصيبه في تعويد الفتيان "الجلافة" وحب الاجرام.
ولقد أوضح البروفسور Dinelt في بيت النقابات، ان تربية الفتيان اليوم أصعب منها في الزمن الماضي، لأن حصن الصيانة التربوي الوحيد هو العائلة السليمة، في حين ان التربية بواسطة عوامل التأثير من الوسط الخارجي، تعترضها مشاكل معقدة، وعقبات تستعصي على الحل، عد البروفسور منها، كظواهر سلبية، الانحراف الجنسي الخطر، بسبب ما يشاهده الفتى من حوادث "قبل استعداده لرؤيتها Vorzeitige Erlebnime " وقلة الخضوع أمام السلطة الحقة، وغلبة النزعة المادية، الى جانب نقص في الادراك لمعنى المال، إدراكا يتضمن فهما للمسؤولية، وميوعة تؤدي الى ذوق فاسد، والتواء في الشعور مشحون بغمغمة وانمياع في المفاهيم.
وفي محكمة الاحداث، بدأ النقاش حول الأخذ بالاجراءات الكفيلة بمنع اتصال الفتيان الذين عوقبوا مرة، بالفتيان الآخرين، وشكلت لجنة من أجل هذا الغرض، كانت تخبر كل يوم عن كثير من الحوادث التي يرتكب فيها الفتيان اعمال الشر.
وعلى النقيض من هذا، يقرأ القارئ رسالة "مشوه حرب" الرجل الذي تجوس به زوجته خلال الشوارع، فتراه يقول ان الدموع كانت تترقرق في عينيه، عندما يرى بعض الفتيان المظلومين "المتهمين عدوانا بما يرميهم به الناس" يساعدون زوجته، بشكل عفوي، معتبرين ذلك أمراً بدهياً. يرفضون عليه بعد ذلك أي شكر.