للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مؤسسة دار التربية:

انه لا شيء يوضح هذا الاختلاف بين فتيان مجرمين، وآخرين طبيعيين يقدمون المساعدة للمرضى والمشوهين، كزيارة لدار التربية Kaiser-Ebersdorf حيث يستطيع المرء هنالك، أن يفهم الوضع الصحيح لهؤلاء الفتيان.

أعمال المؤسسة وغايتها:

قبل سبع سنوات، منحتني وزارة العدل اذنا خاصاً بزيارة هذه المؤسسة وذلك بعد أن حصل فيها عصيان ناشد الفتيان فيه الرأي العام، وطلبوا منه أن يقف الى جانبهم؟

ولم يكن في وسعي أن أصمم على نشر انطباعاتي عن الدار في ذلك الحين، لأنها كانت لا تزال في دور التأسيس، ولكن لما ظهر في العام الماضي كثير من الأخبار المكذوبة عن هذه المؤسسة، بالاضافة الى أن البعض بدأ يجعل هذا الموضوع، الذي يهمنا ويهم كل انسان في النمسا، شهرة وتجارة، فقد صممت أن أنشر شيئاً عنه اليوم:

ان وظيفة هذه المؤسسة صعبة ومتشعبة، فهي ترمي الى التعرف على المنحرفين المحالين الى المؤسسة، تعرفاً كاملاً، "وحتى اذا اقتضى الأمر استعمال وسائل تشخيص ملائمة" من أجل تقديم العلاج الشافي من جميع العوامل المؤثرة وكذلك تنمية علاقة تربوية - موهبة - ذاتية لدى بعض المنحرفين، وجعلهم صالحين للعمل والوظيفة، وتوليد حب العمل عندهم بشروط ملائمة، الى جانب تربيتهم الجسمية الصحية، وتعويدهم كيف يقضون أوقات فراغهم، وتهيئتهم للشروط الاجتماعية التي من المحتمل أن يعيشوا فيها بعد فك سراحهم.

صعوبات وعقوبات:

ان بامكان المرء أن يدرك ان ادارة المؤسسة مهما كانت قوية، لا يمكنها ان تفي بالمطلوب، اذ لم يشارك الفتى المنحرف "المريض" نفسه في ذلك؟ وحتى لو فعل ذلك، لا يكفي أيضاً، ما دام المجموع لم يشاركوا "عائلياً" الموضوع تحت العلاج ... ذلك أن للأمر علاقة هامة بالضرائب والناحية المالية .. ومن جهة أخرى، فان وظيفة المصح ليست "مصحاً" بكل معنى الكلمة، وليس كذلك ان تنشىء في الفتى نقمة على الجو المحيط به باستعمال شدة مفرطة ...

<<  <   >  >>