الالزامية، إنما تبغي تطبيق برنامج تربوي معين، فليس على نوافذها قضبان حديدية، والفتيان الذين ارتكبوا جريمة فعلاً، لا يتصلون بأولئك الذين ثبت عندهم نقص في التربية، ولم يرتكبوا جريمة بعد.
ولكن يبقى بعد ذلك كله، عدد من "البليدين" الذين لا يقدرون على تعلم ما يحتاجون اليه في حياتهم المستقبلية .... وهذا ليس بأمر غريب فان أمثال هؤلاء موزعون ضمن العائلات وفي الجيش والمعامل ... والنسبة بين القابلين للتحسس و "الشفاء" وغير القابلين له هي نسبة ثمانين الى عشرين.
جريمة النظام الاجتماعي:
وأراني هنا بشكل لا إرادي أتذكر قول غوته:
"أنتم قدتمونا الى داخل الحياة .... "
"أنتم جعلتم الفقراء يرتكبون الخطايا ... "
أتذكر هذا عندما أعلم أن بعض هؤلاء الفاسدين والمجرمين من الفتيان ممن فشلت هذه المؤسسة التربوية في علاجهم، قد ترعرعوا في بيئة فاسدة مليئة بالأخطاء والأوساخ ... لقد قال لي أحد الآباء مرة بالحرف الواحد:"إن أجمل أيام حياتي، يوم يقف ابني السارق أمام القضاء"!! كان أباً سكيراً مجرماً، لاعباً للقمار، وبعد أن أطلق سراح ابنه من المؤسسة السابقة، وهو في سن العشرين، تمكن هذا الابن من تحقيق أمنية والده! حين وقف أمام المحكمة، لتحكم عليه بالسجن لارتكابه جريمة السرقة، فهل يمكننا أن نلعن هذا الولد الذي أنجبه هذا الوالدظ "إن الإله الكريم قد أعطى أبناء هذا العصر آباء وأمهات، ولكنه لم يمنحهم والدين، هذه العبارة يمكنني أن أضعها عنوانا على موضوع بين قيمة وأهمية الوالدين في التربية، والدليل على ذلك، في المؤسسة نفسها: إن فيها من بين مائة فتى Zöglinge خمسة وسبعين لم ينشأوا تحت رعاية أبوية، بل ربوا تربية مهملة ... وبين الخمسة والعشرين الباقين، اثنان وعشرون انحدروا من أبوين عاملين ... وثلاثة فقط ترعرعوا في أحضان أبويهم.
المؤسسة وقيام المجتمع الصالح:
إن بإمكاننا أن نغلق هذه المؤسسات، عندما يقوم الآباء نحو أبنائهم بواجبهم التربوي الصحيح، غير أن خبيراً تعليمياً عارضني مرة بقوله "يجب أن