على نحو أكثر مما سبق. لقد بدأ التدريب على الإخراج وبدأ المرح والتشجيع على السلوكيات المقبولة، والعقاب على السلوكيات غير المقبولة ... هنا بدأت عملية التطبيع الاجتماعي إن الآباء الآن يقومون بتعليم آبنائهم القواعد والقوانين الاجتماعية.
والأطفال دائما يميلون إلى تقليد الآخرين وفي مقدمتهم الآباء كنماذج ... وعملية التقليد هذه توجد كثيرا من التشابهات بين هؤلاء الأطفال وآبائهم. ويطلق المتخصصون في علم النفس على ذلك التطابق والتوحد Identification كما سبق أن أشرنا، ويطلق عليها علماء الاجتماع مصطلح المحاكاة Immitation التي تبدأ في فترة مبكرة من عملية التنشئة داخل الأسرة.
وتتم عملية التنشئة بسهولة وفي أحسن صورة إذا أحيط الأطفال ببيئة مملوءة بمعايير وقيم مجتمعهم. أما إذا وجدوا في بيئة آباء منحرفين أو حتى متقلبين عاطفيا فالاحتمال الأكبر أن ينمو بسلوك وقيم منحرفة.
إن الأطفال الذين يأتون في أسر تتصف بالأمانة والجد والعمل غالبا ما يتصفون بالخلق والإحساس بالغير ودافع الإنجاز Achievement Motivation ومن أشهر أنواع السلوك القابلة للتقليد والمحاكاة القدرة على ضبط النفس والسلوكيات الأخلاقية والسلوكيات المناسبة لكل جنس.
وعلى الرغم من أن الوالدين يعدان النموذج الاول للمحاكاة، فهناك أيضا الإخوة والأصدقاء. وبالتدريج تؤدي عملية التقليد إلى مفاهيم ... نحن، هم ...
وهناك ثلاث خصائص والدية تسهل أو تساعد على تقليد الأطفال للوالدين هي: الحنان والعطف، القوة، العقاب وتؤثر كل منها في عملية التقليد. ويختلف تأثيرها باختلاف الجنس "ذكور، إناث".
فالإناث يملن إلى تقليد النموذج الذي يتصف بالحنان والعطف، ويميل الذكور إلى تقليد النموذج الذي يتصف بالقوة والهيمنة أو السيطرة. كما أن العطف والحنان يسهل تقلد الحركات والأخلاق والتعليقات، والقوة تسهل تقليد اتخاذ القرار وإيجاد الحلول.
ولقد شاع منذ وقع ليس ببعيد تأثير عمل الأم على تنشئة الأطفال. ويرى Etaugh أن أطفال الأمهات الراضيات سواء يعملن أم لا، لهم درجات غير مختلفة.