عندما ينظر الطفل إلى سلوكه باعتباره موضوعا، فيصبح هذا السلوك خاضعا منه للتأمل، والحكم والتقدير بل والتقويم، وعندما يضع في اعتباره اتجاه المهمين في حياته مثل الوالدين، وعندما يدرك إمكاناته ومكانة الآخرين وما يرتبط بها من التزامات وتوقعات للسلوك وحقوق للآخرين واجبة عليه، في ذلك الوقت تزداد الفعالية والإيجابية للطفل، وتتدفق قدرته على العطاء دون الاكتفاء بالأخذ، ويتحرك مع كل ذلك قوى التنشئة الاجتماعية لتصبح داخلية بعد أن كانت كلها خارجية، وبالتالي تتسع الخطى في طريق التطبيع الاجتماعي.
٢- معالجة آثار الإحباط على الأطفال أثناء تنشئتهم اجتماعيا داخل الأسرة.
إن أساليب التنشئة الاجتماعية التي تتبعها الأسرة لا تخلو من تعطيل أو كف لبعض رغبات أو نزعات الطفل. وأحيانا يكون العقاب مسيطرا على الأمر نتيجة إقبال الطفل على سلوكيات غير مقبولة. ويكون نتيجة ذلك تراكم لشعور الطفل بالإحباط ومن ثم كراهية أو مشاعر سالبة نحو الوالدين أو الإخوة الأكبر.
وتظهر مؤشرات الإحباط في عناد الطفل أو عدوانه على إخوته أو الإنطواء وغير ذلك من المؤشرات.. وكلها ردود فعل طبيعية.. ومن الضروري على الوالدين الاعتماد على أساليب تتجنب معها تعقيد الأمور أو زيادة عمقها وحدتها. ومن أساليب مواجهة هذا الطفل المحبط.
أ- تعادلية القائم على التنشئة: ويظهر في موازنة الأب مثلا بين ما منع الطفل منه وما يمكن أن يسمح له به كبديل. فإذا حرم الأب طفله من عمل سلوك يستغرقه باعتباره غير مناسب فإنه غالبا يجب أن يسمح له بممارسة سلوك آخر يحقق له إشباعا. وكذا الأم التي تعاقب ابنتها ثم يعقب الأمر نوع من الملاطفة مع هذه الصغيرة "تضرب وتلاقي" وذلك بعد مدة كما سوف نرى فيما بعد.
ب- تعادلية الطرفين: ويطلق عليه البعض التعادل المشترك، أي التصرفات التي يقوم بها مثلا الوالدان ليعادل كل منهما آثر الآخر "واحد يشد والآخر يرخي" وليس المقصود هنا التسلطية والتهاون بل الحزم والدفء الداعم للوالد الآخر.
ومثال ذلك الأب الذي مارس نوعا من العقاب على طفله، فإن الأم تتولى تخفيف