للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كرسي كبير فيه مصحف مقفل عليه أنفذ به من مصر وهو عند الأسطوانة التي في صف مقام النبي -صلى الله عليه وسلم- محاذي الحجرة الشريفة، وإلى جانبه مصحفان على كرسي يقرأ الناس فيهما وليس في المسجد ظاهر سواهما.

ذكر السقايات التي كانت في المسجد:

قال محمد بن الحسن بن زبالة١: كان في صحن مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسع عشرة سقاية إلى أن كتبنا كتابنا هذا في صفر سنة تسع وتسعين ومائة: منها ثلاثة عشر أحدثتها خالصة وهي أول من أحدث ذلك، ومنها ثلاث سقايات ليزيد البربري مولى أمير المؤمنين، ومنها سقاية لأبي البحتري وهب بن وهب، وسقاية لسحر أم ولد هارون أمير المؤمنين، وسقاية لسلسبيل أم ولد جعفر بن أبي جعفر، قلت: وأما الآن فليس في المسجد سقاية إلا في وسطه، وفيه بركة كبيرة مبنية بالآجر والجص والخشب ينزل الناس إليها بدرج أربع في جوانبها، والماء ينبع من فوارة في وسطها يأتي من العين ولا يكون الماء فيها إلا في أيام الموسم إذا جاء الحاج وبقية السنة تكون فارغة عملها بعض أمراء الشام واسمه شامة، وعملت الجهمة أم الخليفة الناصر لدين الله وفقها الله توفيقا سديدا في مؤخر المسجد سقاية كبيرة فيها عدة من البيوت، وحفرت لها بئرا، وفتحت بابا إلى المسجد في الحائط الذي يلي الشام وهي تفتح في أيام الموسم.

ذكر ذرع المسجد اليوم وعدد أساطينه وطبقاته وأبوابه وذكر تجديد عمارته وما وما يتعلق به من الرسوم:

اعلم أن طول المسجد اليوم من قبلته إلى الشام مائتا ذراع وأربع وخمسون ذراعا وأربعة أصابع، ومن شرقيه إلى غربيه مائة ذراع وسبعون ذراعا شافة، وطول رحبته من القبلة إلى الشام مائة ذراع وتسع وخمسون ذراعا وثلاثة أصابع، ومن شرقيه إلى غربيه سبع وتسعون ذراعا راجحة، وطول المسجد في السماء خمس وعشرون ذراعا، هذا ما ذرعته أنا بخيط، وذكر محمد بن زبالة أن طول مناراته خمس وخمسون ذراعا، وعرضهن ثمانية أذرع في ثمانية أذرع، وأما طيقانه ففي القبلة إحدى عشرة طاقة، وفي الشام مثلها، وفي المشرق والمغرب تسع عشرة طاقة وبين كل طاقتين أسطوان، ورءوس الطاقات مسددة بشبابيك من خشب، وأما عدد أساطينه غير التي في الطيقان، ففي القبلة ثمانٍ وستون أسطوانة منها في القبر صلى الله على ساكنه وسلم أربع، وفي الشام مثله، وفي الشرق أربعون منها اثنتان في الحجرة وفي المغرب ستون أسطوانا وبين كل أسطوان وأسطوان


١ لابن زبالة: كتاب في تاريخ المدينة والمسجد النبوي الشريف هو أصل لكل من كتب حول هذا وقد ألفه عام ١٩٩هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>