للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطول هذا المسجد الذي في هذه الدار المذكورة: ثمانية أذرع، وعرضه: ستة أذرع، وذلك من جدار المحراب إلى باب المسجد، وكان تحرير ذرع ذلك بذراع الحديد، وحرر بحضوري.

ومنها: دار الأرقم المخزومي، وهي الدار المعروفة بدار الخيزران عند الصفا والممقصود بالزيارة منها هو المسجد الذي فيها، وهو مشهور، وهو من المساجد التي ذكرها الأزرقي، وذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مختبئا فيه. وفيه أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه١ ... انتهى.

ولعل هذا الموضع أفضل الأماكن بمكة بعد دار خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، لكثرة مكث النبي صلى الله عليه وسلم فيه يدعو الناس للإسلام مستخفيا، وإقامته صلى الله عليه وسلم بهذا الموضع دون إقامته بدار خديجة رضي الله عنها، لذلك كانت أفضل من هذا الموضع، والله أعلم.

وطول هذا المسجد: ثمانية أذرع إلا قيراطين: وعرضه: سبعة أذرع وثلث، الجميع بذراع الحديد. حرر ذلك بحضوري، وفيه مكتوب: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [النور: ٣٦] هذا مختبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم دار الخيزران، وفيه مبتدأ الإسلام، أمر بتجديده الفقيرة إلى الله تعالى مولاة أمير الملك مفلح سنة ست ... وذهب بقية التاريخ. وعمره أيضا الوزير الجواد وعمره أيضا المستنصر العباس، وعُمر أيضا في عصرنا من قبل امرأة مجاورة يقال لها: مرة العصماء، وعمر أيضا في سنة إحدى وعشرين وثمانمائة٢، والذي أمر بهذه العمارة لا أعرفه، والمتولي لصرف النفقة فيها علاء الدين علي بن ناصر محمد بن الصارم المعروف بالقائد.

ومن الدور المباركة بمكة: دار العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه بالمسعى، وفيها العلم الأخضر، وهي الآن رباط الفقراء.

ومنها: الرباط المعروف برباط الموفق بأسفل مكة، لأني وجدت بخط جد أبي الشريف عبد الله الفاسي أنه سمع الشيخ أبا عبد الله بن مطرف نزيل مكة يقول: ما وضعت يدي في حلقة باب الرباط قال جدي: يريد رباط الموفق إلا وقع في نفسي كم ولي لله وضع يده في هذه الحلقة ... انتهى.

وبلغني أن الشيخ خليلا المالكي كان يقول: إن الدعاء مستجاب فيه أو عند بابه، وأنه كان يكثر إتيانه للدعاء، والله أعلم.


١ أخبار مكة للأزرقي ٢/ ٢٠٠.
٢ إتحاف الورى ٣/ ٣٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>