ومنها: الموضع الذي يقال له: معبد الجُنَيد، بلحف الجبل الذي يقال له الأحمر، أحد أخشبي مكة، ويقال له الآن: قعيقعان، ويسميه أهل مكة أيضا جبل أبي الحارث، والله أعلم. وهو مشهور بمكة المشرفة.
ذكر الجبال المباركة بمكة وحرمها:
بمكة وحرمها جبال مباركة منها:
الجبل المعروف بجبل أبي قبيس، لأن فيه قبر آدم عليه السلام على ما يقال لأن صاحب "المورد العذب الهني" قال: قال -يعني ابن منبه: حفر له -يعني آدم في موضع في أبي قبيس في غار يقال له غار الكنز، فاستخرجه نوح عليه السلام وجعله في تابوت معه في السفينة، فلما نضب الماء رده نوح عليه السلام إلى مكانه ... انتهى.
وهذا الغار لا يعرف الآن، وقد اختلف في موضع قبر آدم عليه السلام على أربعة أقوال:
الأول: أنه كان بأبي قبيس، كما قال وهب.
والثاني: أنه بمسجد الخيف، كما قال عروة بن الزبير فيما روى عنه الفاكهي بسنده، وقد تقدم لنا ذلك في أخبار مسجد الخيف، وفيه أنه دفن به بعد أن صلى عليه جبريل بباب الكعبة.
والقول الثالث: أنه عند مسجد الخيف، حكى هذا القول الذهبي في تأليف له ترجم فيه تاريخ مدة آدم وبنيه، رأيته بخط الذهبي قال فيه: بعد أن ذكر قول وهب السابق في قبر آدم بالمعنى: وقيل: دفنه سام بن نوح عند مسجد الخيف، ولم يحك هذا القول وهب إلا بصيغة التمريض.
والقول الرابع: أنه ببلاد الهند في الموضع الذي أهبط إليه من الجنة، وصحح هذا القول الحافظ عماد الدين بن كثير في "تفسيره" والله أعلم.
ووقع في تاريخ الإمام الأزرقي ما لعله يوهم أن قبر آدم عليه السلام كان في بيت المقدس، لأن فيه: وأخبرني مقاتل قال: في المسجد الحرام بين زمزم، قبر تسعين نبيا منهم: هود، وصالح، وإسماعيل، وقبر آدم، وإبراهيم، وإسحاق ويعقوب ويوسف عليهم السلام في بيت المقدس١ ... انتهى.