للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شبر، وعلى الوسط منه يكون الدخول، وسعة الباب الثاني المتسع في مدخله خمسة أشبار ... انتهى.

وقد وسع بابه في عصرنا -الآن- بعض الناس، ولج فيه فانحبس فيه، فنحت عنه الحجر حتى اتسع عليه، وذلك في سنة ثمانمائة أو قبلها بقليل أو بعدها بقليل١.

وذكر ابن جبير: أن أكثر الناس يتجنبون دخوله من بابه الضيق٢، لما فيه من المشقة التي يقاسيها الداخل، ولما يقال من أن من لا يدخل منه ليس لأبيه، وذكر أن بعض الناس يقولون: ليس يصعد جبل أبي ثور أحد إلا ثور ... انتهى. قلت: اللهم غفرا.

وذكر ابن جبير: أنه من مكة على ثلاثة أميال، وهكذا نرى ابن الحاج في "منسكه" وسماه بأبي ثور على ما نقل عنه المحب الطبري، وقال المحب: والمعروف المشهور فيه ثور١ ... انتهى.

وسماه البكري بأبي ثور، وقال: إنه من مكة على ميلين، ويكون ارتفاعه نحو الميل. وفي أعلاه الغار الذي دخله رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر رضي الله عنه وهو المذكور في الكتاب العزيز، والبحر يرى من أعلا هذا الجبل، وفيه من كل نبات الحجاز وشجره، وفيه شجر اللبان، وفيه شجرة من حمل منها شيئا لم تلدغه هامة ... انتهى.

وقال في "القاموس" بعد ذكره لهذا الجبل ما نصه: "ويقال: له ثور أطحل. واسم الجبل أطحل، نزله ثور بن عبد مناة فنسب إليه"٣ ... انتهى.

وفيه فيما قيل قتل قابيلُ هابيل، وهذا يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما، ذكر ذلك شيخنا الإمام كمال الدين الدميري٤ في تعاليقه، ونص المكتوب بخطه: عجيبة قتل قابيل هابيل، قال ابن عباس رضي الله عنهما في بعض الروايات إنه كان في جبل ثور بقرب مكة ... انتهى. أفادني ذلك عن خط شيخنا بعض أصحابنا المعتمدين.

قلت: وثور أيضا جبل بالمدينة مذكور في حد حرمها، وكما في صحيح مسلم٥ من حديث علي رضي الله عنه، وهو جبل صغير جدا، أُحد عن يساره


١ القرى "ص: ٦٦٥".
٢ رحلة ابن جبير "ص: ٩٤".
٣ القاموس المحيط ١/ ٣٨٤، معجم ما استعجم ١/ ٣٤٨.
٤ هو صاحب كتاب "الحيوان" المشهور، توفى عام ٨١٨هـ.
٥ صحيح مسلم "الفضائل: ١٣٧٠، وجاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم: "المدينة حرم ما بين عير إلى ثور".

<<  <  ج: ص:  >  >>