للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر الفاكهي أخبارا تتلعق ببني قصي بن كلاب، وبني عبد مناف بن قصي، وبني عبد الدار بن قصي، وأفاد في ذلك غير ما سبق، فاقتضى ذلك ذكر ما ذكره من ذلك، لما فيه من الفائدة.

قال الفاكهي: حدثنا عبد الملك بن محمد، عن زياد بن عبد الله، عن ابن إسحاق، قال: ثم إن بني عبد مناف، وعيد شمس، وهاشم، والمطلب ... " ثم قال بعد أن ذكر أمهم وأم نوفل فبن عبد مناف: أجمعوا على أن يأخذوا منا بأيدي بني عبد الدار بن قصي من الحجاجة، والسقاية، والرفادة، فتفرقت عند ذلك قريش، فكانت طائفة مع بني عبد مناف في رأيهم، يرون أنهم أحق بذلك من بنيعبد الدار، وكانت طائفة مع بني عبد الدار، لا يرون أن يغير عنهم ما كان قصي جعل إليهم.

وذكر نحو ما سبق؛ إلا أنه قال بعد أن ذكر تعاقد كل من الفريقين: فأخرجت عاتكة بنت عبد المطلب طيبا، فوضعته لأحلافهم، ثم غمس القوم أيديهم فيه حين تعاقدوا وتهاهدوا، ثم مسحوا بها الكعبة، فسموا: حلف المطيبين١.

وفي هذا الخبر من الفائدة غير ما سبق: كون عاتكة بنت عبد المطلب هي المخرجة لقومها جفنة الطيب، وفي ذلك نظر لتأخرت زمنها عن زمن عم أبيها عبد شمس القائم بأمر بني عبد مناف في هذه القصة، وكذلك في كون عامر بن هاشم، بن عبد مناف بن عبد الدار القائم بأمر بني عبد الدار حين نازعهم بنو عبد مناف نظر؛ لتأخر زمن عامر بن هاشم بن زمن عبد شمس ... انتهى، والله أعلم.

وقال الفاكهي: وحدثنا الزبير بن أبي بكر قال: حدثني محمد بن فضالة، عن عبد الله بن زياد بن سمعان، قال: حدثني ابن شهاب، قال: كانت السقاية في بني المطلب، وكانت الرئاسة فيبني عبد مناف كلهم، وكانت الرفادة في بني أسد بن عبد العزى، واللواء والحجابة في بني عبد الدار؛ فمشوا إلى سهم فحالفوهم، وقالوا لهم: امنعونا من بني عبد مناف؛ فلما رأت ذلك البيضاء التي يقال لها: أم حكيم بنت عبد المطلب، أخذت جفنة فملأتها خلوقا، ثم وضعتها في الحجر؛ فقالت: من تطيب بهذا الطيب فهو منا. فتطيب بنو عبد مناف، وأسد وزهرة، وبنو تيم، وبنو الحرث بن فهر؛ فسموا: المطيبين؛ فلما سمعت بذلك بنو سهم نحروا جزورا، وقالوا: من تطيب بهذا الطيب فهو منا. فتطيب بنو عبد مناف، وأسد، وزهرة، وبنو تيم، وبنو الحرث بن فهر، فسموا: المطيبين؛ فلما سمعت بذلك بنو سهم نحروا جزورا، وقالوا: من أدخل يده فيدمها فلعق منها فهو منها. فأدخلت أيديها: بنو سهم، وبنو عدب الدار، وبنو جمح، وبنو عدي، وبنو مخزوم؛ فلما فعلوا ذلك وقع الشر بينهم، فتزاجعوا وقالوا: والله لئن اقتتلنا لتدخلن العرب علينا، فأقروهم على حالهم، فسمى هؤلاء. المطيبين


١ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>