للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نقلها إليه، وغلب أباها عليها، فقيل لأبيها: عليك بحلف الفضول، فأتاهم وشكا ذلك إليهم، فأتوا نبيه بن الحجاج، وقالوا: أخرج ابنة هذا الرجل -وهو يومئذ بناحية مكة وهي معه- وإلا فإنا من قد عرفت؛ فقال: يا قوم متعوني بها الليلة، فقالوا: قبحك الله ما أجهلك، لا والله ولا شخب لقحه١. قال: وهي أوسع أحاليل من الشاة فأخرجها إليهم، فأعطوها أباها، وركب معهم الخثعمي؛ فذلك يقول نبيه بن الحجاج:

راح صحبي ولم أحي القتولا ... لم أودعهم وداعا جميلا

وذكر بقية الأبيات، وقال نبيه في ذلك أبياتا أخر٢.

وذكر الفاكهي من خبر حلف الفضول عن الزبير بن بكار جميع ما ذكرناه عن الزبير٣.

وذكر الفاكهي في ذلك غير ما سبق، فاقتضى ذلك ذكرنا له لما فيه من الفائدة، ونص ما ذكر الفاكهي::ذكر حلف الفضول، وسببه، وتفسيره، وغيره من الحلف".

ثم إن قريشا تداعت إلى الفضول؛ وذلك بعد رجوعهم من عكاظ، ويقال: بعد فراغهم من بنيان الكعبة، وكان حلفا جميلا على قريش؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حالف فيه، فاجتمعوا في ذلك في دار ابن جدعان لشرفه وموضعه في قومه، وكانت له أسباب سأذكرها إن شاء الله تعالى.

حدثني عبد الله بن شبيب الربعي مولى بني قيس بن ثعلبة قال: حدثني أبو بكر بن أبي شيبة، عن عبد الرحمن بن عبد الملك بن شيبة الخزاعي، قال: حدثني عمرو بن أبي بكر العدوي، قال: حدثنا عثمان بن الضحاك، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو، قال: سمعت جدي حكيم بن حزام يقول: انصرفت قريش من الفجار، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن عشرين سنة؛ وكان حلف الفضول في شوال، وكان أشرف حلف وأعظم بركة؛ وذلك أن الرج لمن العرب أو غيرها من العجم، كان يقدم مكة بسلعته، فربما ظلم ثمنها، وكان آخر من ظلم بها رجل من زبيد٤، فقدم مكة بسلعةله؛ فباعها من العاص بن وائل، فظلمه ثمانها، فطاف في الأحلاف: عبد الدار، وجمح، وسهم، ومخزوم، فسألهم أن يعينوه على العاص بن وائل، فزجروه وتجهموه، وأبوا أن يغلبوه


١ "الشخب": ما خرج من الضرع من لبن، واللقحة: الناقة القريبة العهد بالنتاج وتكون عادة غزيرة اللبن.
٢ الروض الأنف ١/ ١٥٧.
٣ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ١٩٠-١٩٥.
٤ في الأصول: "من بن يزبيد: والمثيب عن سيرة ابن هشام ١/ ٢٥٩، والسيرة الشامية ٢/ ٢٠٨، "زبيد".

<<  <  ج: ص:  >  >>