للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وانصر -هداك الله- نصرا أعتدا ... وادع عباد الله يأتوا مددا

فيهم رسول قد تجردا ... إن كان شر وجهه تربدا١

في فيلق كالبحر يجري سرمدا ... إن قريشا أخلفوك الموعدا

ونقضوا ميثاقك المؤكدا ... وجعلوا لي في كداء رصدا

وزعموا أن لست أدعو أحدا ... وهم أذل وأقل عددا

هم بيتونا بالوتير هجدا ... وقتلونا ركعا وسجدا

يقول: قتلنا وقد أسلمنا

قال ابن هشام: ويروى:

فانصر هداك الله نصرا أبدا

قال ابن هشام ويروي:

نحن ولدناك فكنت ولدا

قال ابن إسحاق: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نصرت يا عمرو بن سالم"، ثم عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم عنان في السماء فقال: "إن هذه السحابة لتستهل بنصر بني كعب".

ثم خرج بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة، حتى قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة؛ فأخبروه بما أصيب منهم، ومظاهرة قريش بني بكر عليهم، ثم انصرفوا راجعين إلى مكة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كأنكم بأبي سفيان وقد جاءكم ليشد العقد، ويزيد في المدة"، ومضى بديل بن ورقاء وأصحابه، حتى لقوا أبا سفيان بن حرب بعسفان، وقد بعثته قريش إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشد العقد ويزيد في المدة، وقد رهبوا الذي صنعوا، فلما لقي أبو سفيان بديل بن ورقاء قال: "من أين أقبلت يا بديل؟ "، وظن أنه قد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: سرت في خزاعة في هذا الساحل وفي بطن هذا الوادي، قال: "أو ما جئت محمدا؟ " قال: لا؛ فلما راح بديل إلى مكة قال أبو سفيان: لئن كان جاء بديل المدينة لقد علف بها النوى؛ فأتى مبرك راحلته فأخذ من بعرها قفته؛ فرأى فيه النوى فقال: أحلف بالله لقد جاء بديل محمدا،

ثم خرج أبو سفيان حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة؛ فدخل على ابنته أم حبيبة بنت أبي سفيان -رضي الله عنها؛ فلما ذهب ليجلس على فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم طوته عنه. فقال: يا بنية ما أرى؟ يا بنية أرغبت في هذا الفراش، أم رغبت به عني؟


١ تربدا: تعيرا.

<<  <  ج: ص:  >  >>