للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه -على المجنبة اليسرى. وأمر سعد بن عبادة -رضي الله عنه- أن يدخل في بعض الناس من كذا.

قال ابن إسحاق: فزعم بعض أهل المعلم أن سعدا -رضي الله عنه- حين وجه داخلا، قال: اليوم يوم الملحمة، اليوم تستحل الحرمة، فسمعها رجل من المهاجرين، قال ابن هشام: هو عمر بن الخطاب -رضي الله عنه. فقال: يا رسول الله، اسمع ما قال لسعد بن عبادة، ما نأمن أن تكون له في قريش صولة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه: "أدركه، فخذ الراية، فكن أنت الذي تدخل بها".

قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي نجيح في حديثه قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر خالد بن الوليد -رضي الله عنه- فدخل من الليط أسفل مكة في بعض الناس، وكان خالد على المجنبة اليمنى، وفيها أسلم، وسليم، وغفار، ومزينة، وجهينة، وقبائل من العرب. وأقبل أبو عبيدة بن الجراح -رضي الله عنه- بالصف من المسلمين، ينصب وضربت له هناك قبة.

قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي نجيح وعبد الله بن أبي بكر: أن صفوان بن أمية، وعكرمة بن أبي جهل، وسهيل بن عمرو، كانوا قد جمعوا ناسا بالخندقة٢ ليقاتلوا؛ وقد كان حماس بن قيس بن خالد أخو بني بكر يعد سلاحا قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصلح منه؛ فقالت له امرأته: لماذا تعد ما أرى؟ قال: بمحمد وأصحابه. قالت: والله ما أراه يقوم بمحمد وأصحابه شيء. قال: والله إني لأرجو أن أخدمك بعضهم، ثم قال:

إن يقبلون اليوم فما لي عله ... هذا سلاح كامل وآلة٣

وذو غرارين سريع السلة

ثم شهد الخندمة مع صفوان وسهيل وعكرمة؛ فلما لقيهم المسلمون من أصحاب خالد بن الوليد -رضي الله عنه- ناوشوهم شيئا من قتال، فقتل كرز بن جابر -أحد بني محارب بن فهر- وخنيس بن خالد بن ربيعة بن أصرم حليف بن منقذ، وكانا في خيل خلاد بن الوليد -رضي الله عنه، فشذا عنه، فسلكا طريقا غير طريقه، فقتلا جميعا، قتل خنيس بن خالد قبل كرز بن جابر، فجعله كرز بن جابر بين رجليه، ثم قاتل


١ جبل أذاخر: هو الجبل المشرف على المعابدة من ناحية الشمال.
٢ جبل الخندمة: هو الجبل المشرف على سوق الليل، والمتصل بجبل أبي قبيس.
٣ الآلة: جمع أداة الحرب.

<<  <  ج: ص:  >  >>