للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنه حتى قتل، وهو يرتجز ويقول:

لقد علمت صفراء من بني فهر ... نقية الوجه نقية الصدر

لأضربن اليوم عن أبي صخر

قال ابن هشام: وكان خنيس بن خالد من خزاعة.

قال ابن إسحاق: وحدثني عبد الله بن أبي نجيح، وعبد الله بن أبي بكر قالا: وكان خنيس يكنى بأبي صخر.

وأصيب من جهينة، سلمة بن الميلاء من خيل خالد بن الوليد، وأصيب من المشركين ناس قريب من اثنى عشر، أو ثلاثة عشر رجلا، ثم انهزموا، فخرج حماس منهزما، حتى دخل بيته، ثم قال لامرأته، أغلقي علي بابي قالت: فأين ما كنت تقول؟ فقال:

إنك لو شهدت يوم الخندمة ... إذ فر صفوان وفر عكرمة

وأبو يزيد قائم كالمؤتمة١ ... واستقبلتهم بالسيوف المسلمة

يقطعن كل ساعد وجمجمة ... ضربا فلا يسمع إلا غمغمة

لهم نهيت٢ حولنا وهمهمه ... لم تنطقي في اللوم أدنى كلمه

قال ابن هشام: أنشدني بعض أهل العلم بالشعر قوله: كالمؤتمة: وتروي للرعاش الهذلي هذه الأبيات.

وكان شعار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة، وحنين، والطائف شعار المهاجرين: يا بني عبد الرحمن، وشعار الخزرج: يا بني عبد الله، وشعار الأوس: يا بني عبيد الله.

قال ابن إسحاق: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد عهد إلى امرأته من المسلمين حين أمرهم أن يدخلوا مكة أن لا يقاتلوا إلا من قاتلهم؛ إلا أنه قد عهد في نفر سماهم، أمر بقتلهم، وإن وجدوا تحت أستار الكعبة، منهم ابن سعد أخو بني عامر بن لؤي: وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لأنه كان أسلم، وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، فارتد مشركا راجعا إلى قريش، ففر إلى عثمان بن عفان -رضي الله عنه، وكان أخاه من الرضاعة، فغيبه حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعد أن اطمأن الناس وأهل مكة، فاستأمن له؛ فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صمت طويلا، ثم قال: "نعم" فلما انصرف عنه عثمان -رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حول من أصحابه: "لقد صمت ليقوم بعضكم


١ "المؤتمة": الثكلى.
٢ النهيت: زئير الأسد.

<<  <  ج: ص:  >  >>