فيضرب عنقه"؛ فقال رجل من الأنصار: فهلا أومأت إلي؟ قال صلى الله عليه وسلم: "لا، إن النبي، لا يقتل بالإشارة".
قال ابن هشام: ثم أسلم بعد؛ فولاه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- بعض أعماله، ثم ولاه عثمان -رضي الله عنه- بعد عمر -رضي الله عنهم.
قال ابن إسحاق: وعبد الله بن خطل من بني تيم بن غالب؛ وإنما أمر بقتله إنه كان مسلما، فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا، وبعص معه رجلا من الأنصار، وكان معه مولى له يخدمه، وكان مسلما، فنزل منزلا وأمر المولى أن يذبح له تيسا فيصنع له طعاما، فنام فاستيقظ، ولم يصنع له شيئا فعدا عليه فقتله. ثم ارتد مشركا، وكانت له قينتان: فرتني وصاحبتها، وكانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتلهما معه.
والحويرث بن نقيذ بن وهب بن عبد قصي، وكان ممن يؤذيه بمكة.
قال ابن هشام: وكان العباس بن عبد المطلب -رضي الله عنه- حمل فاطمة، وأم كلثوم، بنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، يريد بهما المدينة؛ فنخس بهما الحويرث بن نقيذ، فرمي بهما إلى الأرض.
قال ابن إسحاق: ومقيس بن صبابة؛ وإنما أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتله لقتله الأنصاري الذي كان قتل أخاه خطأ، ورجوعه إلى قريش مشركا.
وسارة مولاة لبني عبد المطلب، وعكرمة بن أبي جهل، وكانت سارة ممن يؤذيه بمكة.
وأما عكرمة؛ فهرب إلى اليمن، وأسلمت امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام، فاستأمنت له من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنه، فخرجت في طلبه، حتى أتت به رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأما عبد الله بن خطل فقتله سعيد بن حريث المخزومي، وأبو برزة الأسلمي اشتركا في دمه.
وأما مقيس بن صبابة فقتله نميلة بن عبد الله -رجل من قومه- فقالت ابنه مقيس في قتله:
لعمري قد أخزي نميله رهطه ... وفجع أضياف الشقا بمقيس
فلله عينا من رأى مثل مقيس ... إذا النفساء أصبحت لم تخرس
وأما قينتا ابن خطل، فقتلت إحداهما، وهربت الأخرى حتى استؤمن لها من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد، فأمنها. وأما سارة فاستؤمن لها فأمنها. ثم بقيت حتى أوطأها رجل من