للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مرة إلا ظهرت علي؛ فلو كان إلاهي محقا، وإلهك مبطلا لقد غلبتك؛ فشهد أن محمدا رسول الله ... انتهى.

وذكر الفاكهي ما يقتضي أن أبا سفيان -رضي الله عنه- أسلم ليلا؛ لأنه قال في الخبر الذي رواه عن ابن إدريس تلو قوله: فأخبره العباس -رضي الله عنه- الخبر، وانطلق به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في قبة لم؛ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أبا سفيان أسلم تسلم" قال: فكيف أصنع باللات والعزى؟ قال أيوب: فحدثني أبو الخليل عن سعد بن جبير، قال: فقال له عمر -رضي الله عنه- وهو خارج من القبة في عنقه السيف: اخرا عليها، أما والله لو كنت خارجا من القبة ما قلتها أبدا. فقال أبو سفيان: من هذا؟ قالوا: عمر، ثم رجع إلى حديث أيوب عن عكرمة، قال: فأسلم أبو سفيان -رضي الله عنه-، وانطلق به العباس -رضي الله عنه- إلى منزله، فلما أصبحوا ثار الناس لظهورهم، فقال أبو سفيان -رضي الله عنه-: يا أبا الفضل أو أسر الناس في بشيء؟ قال: لا، ولكنهم قاموا إلى الصلاة ... انتهى باختصار.

ومنها: أن كلام بان إسحاق لا يفهم السبب الذي لأجله أمر النبي صلى الله عليه وسلم العباس -رضي الله عنه- أن يحبس أبا سفيان بمضيق الوادي عنه خطم الخيل حتى تمر به جنود الله. وقد ذكر الفاكهي شيئا يدل على بيان سبب ذلك؛ لأنه قال: حدثني الحسين بن عبد المؤمن: حدثنا علي بن عاصم، عن حصين عن عبيد الله بن معبد الله، قال: فلما جعل أبو سفيان -رضي الله عنه- يساير العباس بن عبد المطلب رأى من الناس انتشارا، والناس في حوائجهم بحضرة عدوة. قال: فبهؤلاء يريد أن يغلبني ويقتلني محمد. قال: يا عباس أنبئني من خلق السماء؟ قال: الله، قال: فأنبئني من خلق الأرض؟ قال: الله. وجعل يسأله عن أشياء نحوها؛ فعرف أن الإسلام لم يدخل قلبه، فتخلف عنه، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال صلى الله عليه وسلم: "ادع لي خالد بن الوليد"، فدعى له، وهو على مقدمة رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: "يا خالد"، قال: لبيك يا رسول الله، قال: "أضم إليك الخيل"؟ قال: نعم، فضم إليه الخيل قال: "ادعوا لي أبا عبيدة بن الجراح" فدعى له، فقال: "يا أبا عبيدة أضم إليك الناس؟ " قال: نعم. فضم إليه الناس، قال: وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم في الضعفاء، وفي المشاة، وفي الردافي؛ فقال للعباس -رضي الله عنه- فوقف بأبي سفيان في المكان الذي أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو يحدثه إذ أقبل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في الخيل؛ فلما رآهم أبو سفيان -رضي الله عنه- في الخيل قال: يا عباس! أفي هؤلاء محمد؟ قال: لا، هذا خالد بن الوليد، هذا سيف الله. قال: فمضى خالد في خالد. ثم أقبل أبو عبيدة بالناس، فلما رآهم قال: يا عباس! أفي هؤلاء محمد؟ قال: لا، هذا أبو

<<  <  ج: ص:  >  >>