للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حفص، عن نافع، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة رأى النساء يلطمن وجوه الخيل بالخمر، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكر، فقال: "كيف قال حسان بن ثابت يا أبا بكر؟ " فأنشده أبو بكر رضي الله عنه:

عدمت ثنيتي إن لم يروها ... تثير النقع من كتفي كداء

ينازعن الأعنة مشفعات ... يلطمهن بالخمر النساء

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ادخلوا من حيث قال حسان"؛ فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم من كداء أعلى مكة١ ... انتهى.

ومنها: أن كلام ابن عقبة يقتضي أن القصة التي ذكرها ابن إسحاق لحماش، وقعت لغيره؛ لأن ابن عقبة قال: فدخل رجل من هذيل -حين هزمت بنو بكر- على امرأته، فلامته وعجزته وعيرته بالفرار، فقال:

وأنت لو رأيت يوم الخندق ... إذ فر صفوان وفر عكرمة

ولحقتنا بالسيوف المسلمة ... يقطعن كل ساعد وجمجمة

لم تنطقي في اللوم أدنى كلمة

قال: وقال ابن شهاب: قالها حماش أخو بني سعد بن ليث ... انتهى.

وذكر ابن إسحاق أنه هذه الأبيات لبعض هذيل؛ لأنه قال: ويروي لخراش الهذلي. فاستفدنامن هذا الخلاف في صاحب هذه القصة، هل خراش أو غيره، والله أعلم بالصواب ... انتهى.

ومنها: أن ابن إسحاق خولف فيما ذكره من عدد من قتل من المشركين يوم فتح مكة؛ لأنه قال: وأصيب من المشركين ناس قريب من اثني عشر أو ثلاث عشر، ثم انهزموا ... انتهى.

وقال ابن عقبة: واندفع خالد بن الوليد حين دخل من أسفل مكة فلقيته بنو بكر، فقاتلوا فهزموا، وقتل من بني بكر قريبا من عشرين، ومن هذيل ثلاثة أو أربعة، وانهزموا وقتلوا بالحزورة، حتى بلغ قتلهم باب المسجد ... انتهى.

وقال ابن سعد: قتل أربعة وعشرون رجلا من قريش، وأربعة من هذيل. ذكر ذلك عن ابن سعد٢ -هكذا- الحافظ أبو الفتح اليعمري في "سيرته" بعد ذكره لكلام ابن إسحاق في ذلك، فيما أخبرني به بعض مشايخنا عن الحافظ أبي الفتح٣.


١ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ٢١٤، ٢١٥.
٢ الطبقات الكبرى ٢/ ١٣٦.
٣ عيون الأثر ٢/ ١٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>