للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر الفاكهي ما يقتضي أن اسمه: عبد العزيز؛ لأنه قال: حدثنا سعيد بن عبد الرحمن، قال حدثنا هشام بن سليمان المخزومي، عن ابن جريج، قال: بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم أمن الناس يوم الفتح، إلا أربعة منهم عبد العزيز بن خطل١ ... انتهى.

ولعل عبد العزيز -كما في هذا الخبر- تصحيف من الناسخ، فإن عبد العزى يشبه في الصورة: عبد العزيز، والله أعلم.

ومنها: أن ابن إسحاق ذكر أن الذي قتل ابن خطل: سعيد بن حريث المخزومي وأبو برزة الأسلمي، اشتركا في قتله، وذكر الفاكهي منا يخالف ذلك؛ لأنه قال: حدثنا محمد بن سليمان حدثنا زيد بن حباب، ثنا عمر بن عثمان بن عبد الرحمن بن سعيد، حدثني جدي، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم فتح مكة: "أربعة لا أؤمنهم في حل ولا في حرم: الحارث بن نقيد، ومقيس بن صبابة، وعبد الله بن أبي سرح، وهلال بن خطل"، قال: فقتل علي -رضي الله عنه- الحارث بن نقيد، وقتل مقيس ابن عم له، وقتل هلال بن خطل الزبير بن العوام رضي الله عنه٢ ... انتهى.

ومنها: أن ابن إسحاق لم يبين الموضع الذي قتل فيه ابن خطل، وبين ذلك ابن جريج في الخبر الذي سبق ذكره قريبا من كتاب الفاكهي؛ لأن فيه وقتل ابن خطل، وهو آخذ بثياب الكعبة يتعوذ بها انتهى.

وفي الصحيحين٣ وغيرهما ما يشهد لما ذكره ابن جريج، وروينا مثل هذا في "مبهمات" الحافظ عبد الغني بن سعيد؛ لأن في الحديث الذي سبق في بيان حاملة كتاب حاطب: فأما عبد العزى فإنه قتل وهي آخذ بأستار الكعبة ... انتهى.

ومنها: أن ابن إسحاق ذكر أن الذي قتل مقيس بن صبابة: نميلة بن عبد الله، رجل من قومه.

وذكر الفاكهي في الخبر الذي سبق ذكره قريبا عن ابن جريج خلاف ذلك؛ لأن فيه: وقتل مقيس بن صبابة سعيد بن حريث، أو عمر بن حريث. وأفاد في هذا الخبر موضع قتله؛ لأنه قال: وأما مقيس عند الردم ... انتهى.

والمراد -والله أعلم- بالردم: ردم بني جمح الذي قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم ولد فيه، كمان سبق في باب ذكر الموضع الذي ولد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، في الباب الحادي والعشرين من هذا الكتاب. وليس المراد بالردم الذي بأعلى مكة؛ لأنه لم يكن إلا في خلافة عمر بن الخطاب، عمل صونا للمسجد من السيل حين ذهب بالمقام عن موضعه.


١ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ٢٢٠.
٢ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ٢١٩.
٣ البخاري "٤٢٨٦"، مسلم "الحج: ١٣٥٧".

<<  <  ج: ص:  >  >>