للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منادية -عليه السلام: من دخل المسجد فهو آمن، ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، إلا من استثنى وهم: عبد الله بن سعد بن أبي سرح أسلم، وابن خطل قتله أبو برزة، وقينتان، فربما أسلمتا، وسارة، ويقال كانت مولاة عمرو بن صيفي، وهاشم، وأرنب، وقريبة قتلت، وعكرمة بن أبي جهل أسلم، والحويرث بن نقيذ قتله علي، ومقيس بن صبابة نميلة الليثي، وهبار بن الأسود أسلم، وكعب بن زهير أسلم، وهند بنت عتبة أسلمت، ووحشي بن حرب أسلم ... انتهى.

وقد سبق التعريف بشيء من هؤلاء المستثنين إلا كعب بن زهير؛ فإنه ابن أبي سلمة المزني الشاعر المشهور صاحب:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

القصيدة المشهورة التي مدح بها النبي صلى الله عليه وسلم.

وهند بنت عتبة، وهي امرأة أبي سفيان أم معاوية بن أبي سفيان. ووحشي هو قاتل سيدنا حمزة بن عبد المطلب. ولعل الأمر بقتل وشحي وهند لما فعلا بحمزة بن عبد المطلب؛ فإن وحشيا قتله، وهند بنت عتبة مقرت عن كبد حمزة فلاكتها؛ فلم تستطع أن تستسيغها، فلفظتها، وكانت هي ونسوة معها يجد عن الآذان والأنوف من قتلى المسلمين يوم أحد ... انتهى، والله أعلم.

ومنها: أن ابن إسحاق لم يبين اسم قينتي ابن خطل؛ وإنما اسم إحداهما، وأنه فرتني١، وبين ذلك ابن سيد الناس في غير موضع؛ لأنه قال: وأما قينتا ابن خطل فرتني وقريبة، فقتلت إحداهما، واستؤمن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأخرى، فأمنها، فعاشت مدة، ثم ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم٢. وقال أيضا عن ابن سيد الناس غير واحد من أشياخي.

وذكر السهيلي أن اسم قينتي بن خطل فرتني، وسارة٣، وهذا يخالف ما ذكره ابن سيد الناس، من أن اسم إحداهما قريبة، والأخرى فرتني، والله أعلم بالصواب. وسيأتي ذكر كلام السهيلي قريبا.

ومنها: أن كلام ابن إسحاق يقتضي أن إحدى قينتي ابن خطل قتلت، والأخرى لم تقتل؛ لأنه قال: وأما قينتا ابن خطل؛ فقتلت إحداهما، وهربت الأخرى، حتى استؤمن لها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد فأمنها ... انتهى.


١ السيرة لابن هشام ٤/ ٤١٠.
٢ عيون الأثر ٢/ ١٧٧.
٣ الروض الأنف ٤/ ١٠٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>