للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلوبهم١، وذكر في ترجمة أخيه عتاب ما يخالف ذلك؛ لأنه قال: وأما خالد بن أسيد، فذكر محمد بن إسحاق السراج، قال: سمعت عبد العزيز بن معاوية، من ولد عتاب بن أسيد -ونسبه إلى عتاب بن أسيد- يقول: مات خالد بن أسيد، وهو أخو عتاب بن أسيد لأبيه وأمه، يوم فتح مكة، قبل دخول رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ... انتهى.

ومنها: أن كلام ابن إسحاق يقتضي أن أبا شريح الخزاعي ذكر خطبة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة يوم الفتح لعمرو بن الزبير بن العوام، لما قدم لقتال أخيه عبد الله بمكة؛ لأنه قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي شريح الخزاعي قال: لما قدم عمرو بن الزبير مكة لقتال أخيه عبد الله بن الزبير جئته ... انتهى.

وهذا وهم من ابن هشام على ما ذكر السهيلي٢، قال: وصوابه عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية، وهو الأشدق، ثم قال عند استدلاله على ذلك: فالصواب إذا عمرو بن سعيد، لا عمرو بن الزبير، وكذا رواه يونس بن بكير عن ابن إسحاق، وهكذا وقع في الصحيحين، ذكر هذا التنبيه على ابن هشام: أبو عمرو -رحمه الله- في كتاب "الأجوبة عن المسائل المستغربة"، وهي مسائل من كتاب "الجامع" للبخاري، تكلم عليها في ذلك الكتاب؛ وإنما دخل الوهم على ابن هشام أو على البكائي في روايته، من أجل أن عمرو بن الزوبر كان معاديا لأخيه عبد الله، ومعينا لبني أمية عليه في تلك الفتنة، والله أعلم ... انتهى.؟

ومنها: أن كلام ابن هشام يقتضي أن فضالة بن عمير الليثي هو القائل للأبيات التي أولها:

قالت هلم إلى الحديث فقلت لا ... يأبى عليك الله والإسلام٣

وذكر الفاكهي خبرا يقتضي أن قائل ذلك غير فضالة؛ لأنه قال: حدثني حسن بن حسين قال: حدثنا محمد بن أبي السري، عن هشام بن الكلبي، عن أبي عوانة، قال: لما افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، أشار إلى الأصنام فخرت لوجهها؛ فقال في ذلك رجل يقال له: راشد أبياتا، قال أبو سعيد: هو راشد بن عبد ربه السلمي:

قالت: هلم إلى الحديث، فقلت: لا ... يأبى علي الله والإسلام

لو ما شهدت محمدا، وقبيله ... بالفتح يوم تكسر الأصنام

لرأيت دين الله أضحى ساطعا ... والشرك يغشى وجهه الإظلام٤

... انتهى.


١ الاستيعاب ٢/ ٤١٠.
٢ الروض الأنف ٤/ ١١٥.
٣ السيرة لابن هشام ٤/ ٣٥، وعيون الأثر ٢/ ٢٤٢.
٤ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>