للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر الفاكهي في موضع آخر قبل هذا بيسير، ما يقتضي أن هذه الأبيات لفضالة الليثي، كما هو مقتضى كلام ابن إسحاق، ونص ما ذكره الفاكهي في ذلك: وقال فضالة بن عمير بن الملوح الليثي يذكر كسر الأصنام يومئذ:

لو ما رأيت محمدا وجنوده ... بالفتح يوم تكسر الأصنام

لرأيت دين الله أصبح بينا ... والشرك يغشى وجهه الإظلام١

ومنها: أن ابن إسحاق ذكر أن عدد من شهد فتح مكة من المسلمين عشرة آلاف، بعض القبائل التي كانت مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولفظه في هذا الموطن: وكان جميع من شهد فتح مكة من المسلمين عشرة آلاف٢، ثم فصلهم.

وذكر موسى بن عقبة ما يخالف ما ذكره ابن إسحاق في عدد المسلمين يوم الفتح؛ لأنه قال: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم كما يقال: في اثني عشر ألفا.

ونقل مغلطاي في "سيرته" عن الحاكم ما يوافق ما ذكره ابن عقبة جزما؛ لأنه قال فيما أخبرت به عنه: وخرج صلى الله عليه وسلم من المدينة ومعه عشرة آلاف رجل، وقال الحاكم: اثني عشر ... انتهى.

وذكر الفاكهي عن سعيد بن المسيب ما يوافق ما ذكره ابن عقبة، في عدد من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم لما خرج لفتح مكة، وسيأتي إن شاء الله تعالى هذا الخبر قريبا في محل يناسبه.

ومنها: أن ابن إسحاق ذكر في عدد من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم من مزينة في فتح مكة، أنهم ألف وثلاثة نفر٣، وذكر ابن عقبة ما يخالف ذلك؛ لأنه قال: ويقال: كان معه يوم حنين من مزينة ألف رجل وثمانية نفر ... انتهى. ويبعد أن يقال: محمل كلام ابن إسحاق على من كان مع النبي صلى الله عليه وسلم في الفتح، وكلام ابن عقبة على من كان معه في حنين؛ لأن الذين كانوا في حنين هم الذين كانوا في الفتح؛ والله أعلم. ولعل الثمانية في قول ابن عقبة مصحفة بدل ثلاثة؛ فإن ذلك متقارب في النسبة، والله أعلم.

ومنا: أن ابن إسحاق لم يذكر جهينة في القبائل الذين كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في فتح مكة وذكرهم ابن عقبة فيهم؛ لأنه قال بعد قوله: وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم -كما يقال- في اثني عشر ألفا من المهاجرين والأنصار، ومن طوائف العرب، من أسلم، وغفار، ومزينة، وجهينة، ومن بني سليم، وقادوا الخيل ... انتهى.


١ أخبار مكة للفاكهي ٥/ ٢٢٣.
٢ السيرة لابن هشام ٤/ ٥٦.
٣ السيرة لابن هشام ٤/ ٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>