للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبه إلى الأزرقي قال: حدثني جدي، عن محمد بن إدريس، عن الواقدي عن أشياخه، فذكر شيئا من خبر إساف ونائلة١: منها: أنها بنت سهيل، وإساف بن عمرو، ثم قال: فلما كسرت الأصنام كسرا، فخرج من أحدهما امرأة سوداء شمطاء تخمش وجهها، عريانة ناشرة الشعر، تدعو بالويل؛ فقيل لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك، فقال -صلى الله عليه وسلم: "تلك نائلة قد أيست أن تعبد في بلادكم أبدا" ٢.

وذكر الواقدي عن أشياخه قال: نادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم يوم الفتح بمكة: من كان يؤمن بالله ورسوله فلا يدع في بيته صنما إلا مشى إليه حتى يكسره؛ فجعل المسلمون يكسرون تلك الأصنام. قال: وكان عكرمة بن أبي جهل حين أسلم لا يسمع بصنم في بيت من بيوت قريش إلا مشى إليه حتى يكسره، وكان أبو نحراة٣ يعملها في الجاهلية ويبيعها، فلم يكن في قريش رجل بمكة إلا وفي صنم.

قال الواقدي: وحدثني ابن أبي سبرة، عن سليمان بن سحيم، عن بعض آل جبير بن مطعم، عن جبير بن مطعم -رضي الله عنه- قال: لما كان يوم الفتح نادى منادي رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله ورسوله ٤ واليوم الآخر، فلا يتركن في بيته صنما إلا كسره أو أحرقه، وثمنه حرام"، قال جبير -رضي الله عنه: وكنت أرى قبل ذلك الأصنام يطاف بها بمكة، فيشتريها أهل البدو، فيخرجون بها إلى بيوتهم، وما بقي رجل٥ من قريش إلا وفي بيته صنم، إذا دخل يمسخه، وإذا خرج بمسحه؛ تبركا به.

قال الواقدي: وأخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد عن عبد الحميد بن سهيل قال: لما أسلمت هند بنت عتبة، جعلت تضرب صنما في بيتها بالقدوم فلذة فلذة، وهي تقول: كنا منك في غرور.

وبه قال الأزرقي: باب ما جاء في الأصنام التي كانت على الصفا والمروة ومن نصبها، وما جاء في ذلك:

حدثني جدي قال: حدثنا سعيد بن سالم القداح، عن عثمان بن ساج قال: أخبرني ابن إسحاق قال: نصب عمرو بن لحي الخلصة٦ بأسفل مكة؛ فكانوا يلبسونها القلائد،


١ الأصنام لابن الكلبي "ص: ٢٩".
٢ أخبار مكة للأزرقي ١/ ١٢٢.
٣ في أخبار مكة للأزرقي ١/ ١٢٣: "أبو شنجارة".
٤ "رسوله": سقطت من أخبار مكة للأزرقي ١/ ١٢٣.
٥ في أخبار مكة للأزرقي ١/ ١٢٣: "ما من رجل".
٦ اسمه في كتاب الأصنام لابن الكلبي "ص: ٣٤": "ذو الخلصة"، وأخبر بأنها كانت بين مكة واليمن، والخبر في بلوغ الأرب ٢/ ٢٢٣، معجم البلدان ٢/ ٤/ ٨٠، وفيه: وهي قرية من أعمال الطائف، معروفة بهذا الاسم إلى اليوم، وهي محاذية لوادي ركبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>