للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

صورة الأمر الوارد فدخل الشريف سعيد ثامن عشر من ذي القعدة ونودي له في البلاد وجلس للتنهئة، وهذه هي الولاية الخامسة للشريف سعيد المذكور، واستمر فيها إلى أن توفي في الحاديث والعشرين من المحرم سنة تسع وعشرين ومائة وألف.

ثم تولى بعده ولده الشريف عبد الله بن سعيد وبقي إلى سنة ثلاثين ومائة وألف في ست وعشرين من جمادى الأولى وطلب الشريف علي بن سعيد فأعطاه ولاية مكة، وكتبوا إلى الدولة باستحسان ذلك فجاءته المراسيم السلطانية في شوال من سنته، ثم عدن ورود باشتة المحمل طلبت الأشراف أن يولوا الشريف يحيى بن بركات ويعزلوا الشريف الحالي فوافقهم على ذلك؛ فألبس الباشا الشريف يحيى بن بركات خلعة الولاية، وهذه هي الولاية الأولى له؛ وذلك في اليوم السادس من ذي الحجة من سنة ثلاثين ومائة وألف ودخل مكة وخرج الشريف علي بن سعيد منها، واستمر الشريف يحيى إلى أن عزل عنها بالشريف مبارك بن أحمد بن زيد من سنة اثنتين وثلاثين ومائة وألف، فدخل مكة بعد القتال مع الشريف يحيى ونودي للشريف مبارك في شوارع مكة وجلس للتنهئة، وهذه هي الولاية الأولى للشريف مبارك، ولم يزل في إمارة مكة إلى ست من ذي الحجة من سنة أربع وثلاثين ومائة وألف؛ فانتزعها منه الشريف يحيى بن بركات السابق ذكره بولاية من السلطنة الشريفة، وكان قد توجه هذا الشريف إلى دار السلطنة حتى اجتمع بالسلطان أحمد خان بن محمد بن إبراهيم خان العثماني؛ فولاه ذلك وأرسله مع أمير المحمل الشامي هو ووالي جدة أيضا فدخلوا مكة في ست من ذي الحجة ونودي له في البلاد، وهذه هي الولاية الثانية للشريف بركات في ذي الحجة في سبع وعشرين منه من سنة خمس وثلاثين ومائة وألف، ثم حصل القتال فيما بينه وبين الشريف مبارك بن أحمد بن زيد المار ذكره في ثاني عشر من المحرم الحرام من سنة ست وثلاثين ومائة وألف؛ فانهزم الشريف بركات بن يحيى بن بركات ودخل مكة الشريف مبارك بن أحمد ونودي له وعم الأمن من كل الجهات، وهذه هي الولاية الثانية له.

فلما كان خامس عشر جمادى الآخرة عزل عنها وتولى بأمر السلطان الشريف عبد الله بن سعيد ولاية مكة، وهذه هي الولاية الثانية له وكان ذلك في التاريخ المذكور، ثم بقي إلى أن توفي خامس عشر ذي القعدة من سنة ثلاث وأربعين ومائة وألف، فتولى، ولده محمد ذلك بعد أن نودي له ودعي من اليمن وكان حين وفاة والده بها؛ فوصل مكة في تسع وعشرين من ذي القعدة الحرام من العام المذكور وألبس الخلعة ونودي له في البلاد وعلى المنبر دعي له وكان عمره عشرين سنة، واستمر إلى أن حصل النزاع والقتال فيما بينه وبين الشريف مسعود بن سعيد عمه؛ إلى أن انهز الشريف محمد بن عبد الله بن سعيد فدخل الشريف مسعود مكة في سابع جمادى الأولى من سنة خمس وأربعين ومائة

<<  <  ج: ص:  >  >>