للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وألف ونودي له في شوارع مكة، وهذه هي الولاية الأولى للشريف مسعود، ثم ارتحل الشريف محمد بن عبد الله بن سعيد اليمني، ثم رجع إلى الطائف فارتحل إليه الأمير الشريف مسعود وحصل القتال فيما بينهما فانهزم الشريف مسعود واستقل الشريف محمد بن عبد الله بكرسي الولاية وتوجه إلى مكة، وهذه هي الولاية الثانية له في السنة المذكورة، وبقي إلى أن أقبل الشريف مسعود بن سعيد مكة بجماعة معه فتقاتلا صبح اليوم السابع من رمضان من سنة ست وأربعين ومائة وألف؛ فانهزم الشريف محمد بن عبد الله بن سعد ودخل الشريف مسعود عمه مكة ونزل في داره وجلس للتنهئة، وهذه هي الولاية الثانية للشريف مسعود كما رأيت ذلك بخط العلامة المؤرخ عبد الرحمن بن عبد الكريم الأنصاري المدني في هامش تاريخ ابن ظهيرة المسمى "بالجامع اللطيف في أخبار مكة المشرفة وولاتها والبيت الشريف"، واستمر الناس في ولايته مطمئنين فتوفي في يوم الجمعة الثاني من ربيع الثاني من سنة خمس وستين ومائة وألف.

وتولى بعده الشريف مساعد بن سعيد ونودي له في البلاد وعرفوا بذلك الدولة العليلة؛ فجاءه التأييد في ست وعشرين من شعبان وألبس الخلعة بالحطيم؛ كما رأيت بخط بعض الأماثل المعاصرين للشريف المذكور.

ثم استمر وانقادت له الأمور إلى سنة إحدى وسبعين ومائة وألف فحصل التنافر بينه وبين الأشراف فبسببه قبض على الأمير الشريف مساعد المذكور، وتولى أخوه الشريف جعفر بن سعيد إمارة مكة وألبس القفطان في السنة المذكورة.

ثم بعد توجه الحجاج والقوافل نزل الشريف جعفر بالإمارة لأخيه الشريف مساعد المذكورة؛ وذلك في اليوم الرابع عشر من المحرم الحرام من سنة اثنتين وسبعين ومائة وألف وبقي هو في ذلك إلا أن توفي يوم الأربعاء لثلاث بقين من شهر المحرم الحرام من سنة أربع وثمانين ومائة وألف ... فبعد وفاته ولي إمارة مكة أخوه الشريف عبد الله بن سعيد.

فألبسه قاضي الشرع الشريف ونودي له في البلاد، ثم نزل عنها لأخيه الشريف أحمد بن سعيد وبقي أياما ثم في يوم الجمعة الثامن عشر من ربيع الأول من العام المذكور وصل مكة أبو الذهب محمد بيك من مصر؛ فعزل الشريف أحمد بن سعيد، وجلس على كرسي الولاية والإمارة الشريف عبد الله بن حسين بن يحيى بن بركات بن محمد بن بركات بن أبي نمي، وحسين والد هذا الأمير ينسب إليه ذوو حسين من الأشراف وسكن بدار آبائه المسماة بدار الهنا بباب الوداع ونودي باسمه في البلاد، وتوجه الشريف أحمد بن سعيد السابق إلى اليمن، ثم جاء إلى مكة لأخذ الثأر من الشريف عبد الله بن حسن السابق الأمير ومعه من العربان جمع غفير فحصل بينهما القتال

<<  <  ج: ص:  >  >>