للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى تم له الأمر في أواخر ذي القعدة الحرام من سنة ١٢٢٨هـ ثمان وعشرين ومائتين وألف، وقد صار الاستحسان بأن تكون إمارة مكة لابن أخيه الشريف يحيى بن سرور بن مساعد؛ فطلبوه فمضى فألبسه محمد علي باشا فروا سموريا، وأركبوه في هيئة على فرس وأوصلوه إلى داره بقرب باب الوداع فجلس للتنهئة؛ ثم إن الشريف غالب أنزل إلى جدة وتوجه به إلى الآستانة، ثم أرسل إلى سلانيك ونفى بها إلى أن توفي في سنة ١٢٣٥هـ خمس وثلاثين ومائتين وألف وقبره بها يزار.

واستمرت الإمارة للشريف يحيى مدة أعوام إلى أن دخلت سنة ١٢٤٠هـ أربعين ومائتين وألف، وفي ليلة الثاني من شعبان من العام المذكور صار قتل الشريف، وفي عام ١٢٤٢هـ حصل نزاع بين الشريف يحيى والأمير التركي أحمد باشا وخصوم الشريف من يحيى إلى مصر؛ حينئذ تأهب للسفر؛ فلما خرج ووصل بدرا صام رمضان فجاءته مشايخ حرب وهم عربان سكنوا بين الحرمين فوعدوه بالإعانة، ومكث هناك إلى تمام السنة فهلت سنة ثلاث وأربعين ومائتين فأخذ في الشروع في جمع القبائل؛ فوصل الخبر إلى مكة بذلك، وكان أحمد باشا قد أنهى الأمر إلى مصر لدولة محمد علي بابا فأبطأ عليه في الجواب فاستحسن أن يولي مكة أحدا من الأشراف صورة؛ فوليها الشريف عبد المطلب بن غالب ليجمع جموعا يقابل بها الشريف يحيى المذكور وذلك في أثناء سنة اثنتين وأربعين ومائتين وألف. وهذه هي الولاية الأولى للشريف عبد المطلب المذكور؛ وحينئذ نودي باسمه في البلاد. وبعد دخول سنة ثلاث وأربعين ومائتين وألف جاءت البشائر من مصر بأن محمد علي باشا استحسن أن تكون الإمارة للشريف محمد بن عبد المعين بن عوف بن حسين بن عبد الله بن حسن بن أبي نمي، وكان -إذ ذاك- بمصر وهو جد أمراء مكة ذوي عون.

وأما الشريف يحيى فذهب من بلاد الحرمين إلى المدينة المنورة وزار قبر جده -صلى الله عليه وسلم- وتوجه بعد حين إلى مصر فوصلها واجتمع بالشريف محمد بن عبد المعين بن عوف المتولي المذكور وبقي هناك إلى أن توفي بها.

ثم أرسل محمد علي باشا صاحب مصر الشريف محمدا المذكور مع جموع وعسكر عظيم إلى مكة فوصل جدة؛ ثم في اليوم الثاني من جمادى الأولى من العام المذكور أي عام ثلاث وأربعين ومائتين وألف، فدخل مكة بدون قتال لتوجه الشريف عبد المطلب بن غالب إلى الطائف، وجلس الشريف محمد بن عبد المعين بن عون في اليوم المذكور في دار الشريف يحيى بن سرور عند باب الوداع للتنهئة، ثم توجه إلى الطائف لقتال الشريف عبد المطلب فلم يقع ذلك، وحصل الصلح وكان ذلك في شهر

<<  <  ج: ص:  >  >>