للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في جنيف كتابًا يحتوي على بروتوكولات حكماء صهيون، فلجأ اليهود إلى المحكمة لوقف بيع ذلك الكتاب.. وكان الحكم الابتدائي لصالح اليهود، ولكن "فيشر" استأنف الحكم واهتم بالقضية واستطاع أن يقدم الوثائق الرسمية التي تثبت صحة البروتوكولات ومن بينها وثيقة رسمية استخرجت من المتحف البريطاني تؤكد أن البروتوكولات قد أودعت في محفوظاتها منذ عام "١٩٠٦" كما ثبت لقضاة محكمة برن العليا أن اليهود استعانوا بشهود تحقق كذبهم وتزويرهم، كما ثبت أيضًا أن القاضي الذي أصدر الحكم الابتدائي كان عضوًا في المحفل الماسوني١.

جاء في البروتوكول الأول:

"والسياسة نقيض الأخلاق ولا لقاء بينهما، والحاكم الذي يدين بالأخلاق في حكمه ليس بالسياسي الحاذق، وعرشه ليس بالعرش الثابت، ويجب على من يريد أن يتسلم الحكم أن يتزود بالمكر والرياء، وأما الفضائل الإنسانية كالصدق والاستقامة فهي في عرف السياسة رذائل هي أقدر على هدم العروش من أشد الأعداد ضراوة وفتكًا" "والوحيد الذي يستطيع فهم السياسة هو من أعد منذ نعومة أظافره إعدادًا خاصًّا للحكم الفردي المطلق".

"وأما شعارنا فهو القوة والرياء، ففي الأمور السياسية يكون النجاح وليد القوة وبخاصة عندما تكون القوة اللازمة لرجل السياسة مطلية بالعبقرية التي تسترها ويجب أن يكون العنف مبدأ، قاعدته الرياء والمكر في السيطرة على الحكومات التي تأبى أن تداس تيجانها تحت أقدام ممثل القوة الجديدة، وهذا الشر هو الوسيلة الوحيدة إلى الخير".

وجاء في البروتوكول الثاني:

"نجاح مخططنا وقف على ألا ينجم عن الحروب أي تغير في الحدود أو التوسع في الأرض، ويجب الاحتفاظ بهذا المبدأ ما وسعنا ذلك حتى يتيسر نقل الحروب من ميدانها القتالي إلى منافسة اقتصادية، وعندئذ تضطر الأمم إلى


١ أضواء على الصهيونية: ص١٣١، وللمسألة تفصيل في كتاب "الخطر الصهيوني أو بروتوكولات حكماء صهيون" ترجمة محمد خليفة التونسي.

<<  <   >  >>